أخطأ النائب نواف الموسوي، وهذا مؤكد بغض النظر أن الخطأ المرتكب لا يعدو أكثر من سوء تقدير للحظة السياسية والتوقيت فقط لا غير، وأما ما ورد من مضامين موقف الموسوي فهو من المسلمات عند قواعد الحزب فضلا عن قيادته وهذا ما خلق إرباكا كبير عند تلك القواعد وصدمة لا تزال تتردد بين أوساطهم عن حقيقة الجرم الذي ارتكبه النائب الموسوي حتى يستحق كل هذا العقاب والتشهير ؟
معروف أن حزب الله، الحريص حتى على مشاعر الفاسدين واللصوص الذين ينوي "محاربتهم" (كما جاء بالخطاب الأخير للسيد نصرالله، وضرورة عدم تسميتهم بالعلن!! )، كان بإمكان الحزب أن يُقدم على عقوبات تنظيمية تطال الموسوي من دون إذلاله والتشهير به إلى هذا الحد غير المبرر، خاصة أن المترتبات السياسية على خطئه انتهت بمجرد أن اعتذر النائب رعد، وطلب شطب كلام الموسوي من المحضر وهذا ما صرح به كل الاطراف المعنية ( القوات - الكتائب - العونية )، وأبدو ارتياحهم من خطوة الإعتذار وانتهى الموضوع
العقاب (تجميد النيابة - منع حضور الجلسات - منع الظهور الاعلامي ...) لا ينسجم البتة مع حجم الذنب، وهذا يفرض علينا التفتيش عن ذنب آخر مخفي ومستور يتوافق مع حجم العقاب الضخم، والأمر هنا ومن أجل الوصول إلى الحقيقة باعتقادي لا يحتاج إلى معلومات ولا إلى معطيات بل تكفيه القليل من المؤشرات،
فحزب الله مثله مثل باقي الاحزاب اللبنانية، الخطيئة الكبرى التي يمكن أن يرتكبها " المحازب " ولا يستتاب بعدها وتستوجب أشد العقاب وصولا حتى الطرد من الجنة الحزبية إنما هي فقط " مناقشة " رغبة رئيس الحزب أو أمينه العام، فالمحازب عندنا لا يمكن أن يتنعم " بملكوت " الامين العام والتقرب من خيرات عرشه إلا وهو يهوي لتقبيل حذائه المبارك، وهذا هو فقط الصراط المستقيم للوصول إلى رضى ذو الجلال والاكرام، والويل والثبور وعظائم الامور لمن " يفكر " خارج ملكوت الحذاء .
اقرا ايضا : بين بولا وحسن فضل الله
وبالعودة إلى نواف الموسوي، فمن الواضح أن المسكين قد تجرأ على الذات القدسية، ولم ينصاع إلى رغبات العلي القدير، وهذا بدى جليا، أولا حين لم يعتذر بنفسه من الرئيسين عون والجميل، وثانيا من تغريدته تعليقا على قرار " الطرد" ( أعتذر من هذه المسيرة الالهية لما يمكن أن يكون قد سببته من ضرر لكن عزائي أنها راسخة وثابتة عظيمة باقية مستمرة ولا يقدح فيها شأني الضئيل ).. ولم يأت في تغريدته على سيرة " سماحة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حفظه الله".
يبقى السؤال، هل تكون هذه الحادثة وهذا العقاب فاتحة للكشف عن غليان موجود داخل صفوف الحزب وبين أجنحته المتعددة في ظل تحولات كبرى تطال " هذه المسيرة " بعد أن صارت أقرب الى النظام السوري منه الى نهج الولي الفقيه ؟؟!! خاصة أن الموسوي المحسوب على القيادي الشهيد عماد مغنية المتشدد جدا بولائه للنظام الايراني حصرا ؟!! الايام وحدها كفيلة بالاجابة .