اشترطت إيران مؤخرًا استعادة الثقة المفقودة كشرط مسبق لاستجابة طلب الرئيس ترامب للتفاوض المباشر بين البلدين أو بتعبير أدق اشترطت عودة العلاقات إلى ما كانت عليه يوم الحصول على الإتفاق النووي في عهد الرئيس السابق باراك حسين أوباما.
بطبيعة الحال فإن إيران لا تنوي التفاوض مع ترامب بشأن الإتفاق النووي أو برنامجها النووي وإنما تريد - على ما يبدو - التفاوض معها بشأن قضايا أخرى غير البرنامج النووي.
واذا كان الأمر كذلك فيبقى السؤال عن ملابسات هذا الموقف الجديد بعد أن رفضت إيران استمرار التفاوض مع فريق الرئيس السابق أوباما بشأن القضايا الإقليمية.
إقرأ أيضًا: من يدفع تكلفة المواجهة مع إيران؟
هل هناك من حدث جديد يتطلب الدخول في التفاوض مع ترامب الذي أعرب عن استعداده لقاء نظيره الإيراني حسن روحاني في أي زمان أو مكان يحبذهما الأخير؟!
وعلى سبيل الافتراض لو تعلن الولايات المتحدة اليوم أنها عادت إلى الاتفاق النووي وتحترمه وتزيل جميع العقوبات المعادة ضد إيران فماذا سيكون الرد الإيراني؟ هل ستدخل إيران في تفاوض جديد معها وما هي المواضيع التي تستعد إيران للتفاوض مع أمريكا بشأنها؟ موضوع البرنامج الصاروخي أو التدخل والتواجد في سوريا او النفوذ في اليمن ولبنان والعراق؟ ولا شك أن إيران لن تقبل التفاوض بشأن الإتفاق النووي حيث ترى أن من المستحيل إدخال أي تعديل في نصه.
إقرأ أيضًا: ظريف من ميونيخ يمسح آثار وارسو
وأما القضايا الأخرى أيضًا هي لن تقل شأنا عن الاتفاق النووي وأكدت إيران دومًا على أن لا مجال للتفاوض بشأنها، فإن البرنامج الصاروخي يعتبر خطًا أحمر لإيران لأنه يتابع أهداف دفاعية وليس هجومية وأما وجودها العسكري او الاستشاري في سوريا فإن إيران تبرره بأنه تم بطلب الحكومة السورية.
فعلى ماذا تتفاوض إيران والولايات المتحدة بحال تحقيق شرط إيران المسبق؟ أضف إلى ذلك أنه يبقى السؤال عن سر رفض إيران التفاوض مع أوباما بشأن تلك القضايا بعد الوصول إلى اتفاق ناجح معه.
هل تقبل إيران فتح ملفات مع ترامب وهي لم تقبل بفتحها مع سلفه الديمقراطي باراك أوباما؟