دعا رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان للالتفاف حول العهد ومسيرته، معتبرا انه "على اللبنانيين أن يهنئوا بعضهم البعض بوجود شخصية كالرئيس العماد ميشال عون على رأس الجمهوريّة في ظلّ الظروف الاستثنائيّة التي نمرّ بها سواء في لبنان أو في المنطقة ككل، بحيث كنا حتى الامس القريب مهدّدين بشكل مباشر على الأصعدة كافة وبالتحديد بتمدّد الارهاب الينا من سوريا كما تمدد اليها من العراق".
وأشار ارسلان في حديث لـ"النشرة" الى أن "مواقف الرئيس عون وقراءته الموضوعية والاستراتيجيّة للمخاطر التي تتهدّدنا كلبنانيين كما كعرب، تعبّر عن نظرة ثاقبة يستحق عليها كل التقدير والاحترام والدعم"، معتبرا ان "الرئيس وفي الجلسة الحكوميّة أطلَقَ مواقف شجاعة، وكان حاسما بوجوب مقاربة أيّ موضوع أو ملفّ بما يؤمّن المصلحة اللبنانية العليا وليس اي مصلحة أخرى". وقال: "تأثيرات موضوع النزوح على لبنان واللبنانيين لا تنحصر بالشق السياسي بل تترك تداعيات مباشرة على كل القطاعات، سواء التربويّة او الصحيّة او الاقتصاديّة او الاجتماعيّة... ما يَجعل مُستغربا أن يتعاطى البعض مع هذا الملفّ على قاعدة ليّ الذراع وخدمة مصالح هي غير المصالح اللبنانيّة، دافعين بذلك الى التوطين".
وأضاف: "أصلا كيف يسمح أيّا كان لنفسه التعامل مع هذا الملف وفق أجندات خارجية من دون التمتّع بحدّ أدنى من حسّ المسؤوليّة؟ أيستطيعون ان يتحمّلوا مزيدا من أعباء مليون ونصف المليون نازح من المسجّلين؟ أيشكّل أي استثمار في هذا الملف ربحا او خسارة لخط سياسي معين او لفئة من اللبنانيين دون فئة أخرى؟ الحقيقة ان ليس هنالك كلام يوصّف حقيقة المأساة والمستوى السياسي الذي وصلنا اليه، وهذا خطير جدا".
وشدّد ارسلان على انّ ملفّ النازحين السوريين لا يتحمّل ادخاله في التجاذبات السياسيّة الداخليّة، مؤكدا ان المشكلة ليس سوريّة على الاطلاق باعتبار ان السوريين متجاوبون تماما، لكن الاشكال هو في الداخل اللبناني. وقال: "الوزير الغريب خلال زيارته الى دمشق سمع كل التجاوب والدعم والانفتاح والتقدير للبنان وسيادته وموقعه وخصوصيته. وملف النازحين يحوز على اهتمام مشترك لبناني–سوري لكن المؤسف انّ بعض فرقاء الداخل يستثمرونه في الزواريب السياسيّة الضيّقة".
واعتبر ارسلان انه يتوجّب على كل الفرقاء التعاون لحلّ أزمة النازحين، موضحا ان "الرئيس عون يتعاطى مع الملفّ كأحد أبرز الملفّات التي يتوجّب حلّها، لذلك ورد في البيان الوزاري مصطلح العودة الآمنة، من هنا كل كلام آخر هو مخالف لفحوى ومضمون البيان". وأضاف: "الوزير الغريب يؤدّي مهمته الوطنيّة برعاية الرئيس عون وبدعم مطلق منا، وسنستمر بعملنا هذا حتى النّهاية ولنا الجرأة الكافية لتسمية الأمور بأسمائها لتحميل كل شخص مسؤولياته".
وعمّا اذا كان ما حصل في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء يوحي بوجود من يسعى لنقل المناكفات السياسيّة الى الطاولة الحكوميّة بهدف تعطيل عملها، قال ارسلان: "سيتكشف للجميع قريبا اذا كان هناك فرقاء قد دخلوا الحكومة بنوايا ولغايات تعطيليّة. في الجلسة الاخيرة كان الجوّ لصالحنا وقد حسم الرئيس عون الموضوع، كما انّ عدم تدخّل رئيس الحكومة سعد الحريري شكّل عاملا مساعدا. بالنهاية الوزير الغريب زار سوريا وسيزورها مرّات عديدة حتى حلّ أزمة النازحين ونحن ماضون بهذا التوجه حتى النهاية لوضع حدّ لمأساة اللبنانيين كما السوريين الذين يعيشون في خيم وظروف صعبة في لبنان. وقد كان الرئيس السوري بشّار الأسد واضحا حين أكد تمسكه بالعودة الآمنة وتعهّده بأن يسكن من يعودون الى بلدهم في مساكن لا في مخيمات وخيَم، وبالتالي من العيب على بعض اللبنانيين ان يتاجروا بالنساء والاطفال بالطريقة التي يقومون بها".