وضع قرار المجلس الدستوري ابطال نيابة ديما جمالي عن المقعد السني في طرابلس، القوى السياسية في عاصمة الشمال أمام امتحان "زعامتها" في المدينة، وبات على القوتين الاساسيتين في المدينة أي تياري "المستقبل والعزم" اثبات وجودهما على الساحة هناك، وأُلقيت على عاتق الرئيس نجيب ميقاتي قبل الرئيس سعد الحريري مهمة خوض هذا التحدي بعد أن خرج من المعركة الاخيرة وفق القانون النسبي بمعدل أصوات تفضيلية كبير جدا.
وبعد أن أعلنت جمالي من السراي الحكومي بعد لقائها الرئيس سعد الحريري بأن الاخير عاد ورشحها مرة جديدة للانتخابات، أكدت أوساط طرابلسية أن وضع الحريري معها لن يكون سهلا، ويمكن أن يكون أسهل في حال وقوف الرئيس نجيب ميقاتي معه، مشيرة الى ان الاخير في الاستحقاق الوزاري أعطي رئيس الحكومة لائحة أسماء وترك له حرية الخيار من دون أن يفرض عليه أي وزير، الا أننا اليوم في مكان آخر، حيث أنه لا يوجد للرئيس ميقاتي شريك في هذه الانتخابات فهو المرجح والمقرر.
أما في حال التوافق بين الرجلين فلكل منهما حساباته، فاذا أراد ميقاتي التنازل للحريري ودعم المرشحة جمالي فانه حكما سيأخذ شيئا في المقابل.
وتشير الاوساط الى ان ميقاتي هو الحجر الاساس في طرابلس وهذه المعركة ستكون الامتحان الذي سيؤكد زعامة الرجل وخلاف ذلك يكون قد قدم هدية مجانية لتيار المستقبل ولو كان متحالفا أو متفقا معه، ولكن لا يستطيع أن يُسلفه في المجان مقعدا طرابلسيا.
وبحسب الارقام فان ميقاتي في مدينة طرابلس حصد أصواتا جعلته يتقدم على الجميع وبفارق 12 ألف صوتا عن الفائز الثاني، ومن هنا تضع الاوساط مجموعة احتمالات منها امكانية تنظيم الخلاف مع تيار المستقبل في هذا الاستحقاق وخوض كل فريق الانتخابات بمرشحه ومن يفوز يثبت زعامته "الطرابلسية".
ولا شك بأن الحريري وميقاتي يفضلان تجنب المعركة وما يتبعها من حملات انتخابية تعيد العلاقة بينهما الى الوراء بعد أن جاء الاستحقاق الحكومي و "رممها"، علما أن جمهور ميقاتي متحمس أكثر لخوض رئيسه الانتخابات وتثيبت زعامته "السنية" في المدينة، ويرد من خلال فوزه على من يقول ان ميقاتي فاز بالمقعدين المسيحيين والمقعد العلوي وخسر في المقابل المقاعد السنية التي ذهبت الى تيار المستقبل.
وبرأي القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش فان الحريري وميقاتي تجمعهما اليوم مصالح مشتركة وعليه فانهما مضطران على التفاهم حول هذا الاستحقاق، كاشفا في حديث مع ليبانون ديبايت عن اجتماع بين ميقاتي والحريري في الايام المقبلة للبحث في الاستحقاق واتخاذ القرار المناسب بشأنه، مرجحا أن يكون التوافق سيد الموقف بينهما.
اما في حال التوافق فينصح علوش بأخذ الامور بجدية وعدم الاستخفاف بالاستحقاق لكي لا يُعاد سيناريو الانتخابات البلدية والتي خسر فيها تحالف الحريري- ميقاتي يومها وانتصر اللواء اشرف ريفي.
وشدد علوش على ضرورة أن يتم اختيار الشخص المناسب لخوض هذا الاستحقاق وكي لا يعتقد الطرابلسي أنه مفروض عليهم.
وعن امكانيات ترشيحه اشار علوش الى ان خياراته لا تزال مفتوحة ومن المبكر أخذ القرار في هذا الشأن.