شهدت جلسة مجلس الوزراء أمس الخميس سجالاً بين وزراء «القوات اللبنانية» وبعض القوى الاخرى حول زيارة الوزير صالح الغريب الى سوريا، ومواقف الوزير الياس بوصعب، حيث "اعتبر وزراء «القوات» ان زيارة الوزير غريب لسوريا ومواقف بوصعب تشكل خروجاً عن سياسة النأي بالنفس وتفرداً بالقرار لأن الامر لم يطرح في مجلس الوزراء، فيما تمسك الفريق الآخر في الحكومة بتوسيع العلاقات مع سوريا" وفق ما أشارت صحيفة "اللواء".
وفي هذا السياق، وتعليقاً على الجلسة، أوضحت مصادر "القوات" نقلاً عن صحيفة "الجمهورية"، أن "جلسة مجلس الوزراء كانت عادية، ولا شك في انّ المناخات التي سبقتها والمتصلة بالخرق المزدوج لسياسة النأي بالنفس من الوزيرين بو صعب والغريب انعكست على انطلاقتها وطبعت صورتها، الأمر الذي لا يمكن تبديده سوى من خلال التزام سياسة النأي بالنفس ووضع حد لأي تجاوزات مستقبلية والتركيز على الوضع الاقتصادي، لأنّ الملفات الخلافية ستؤثر على انتاجية الحكومة، فيما اصحاب هذه الملفات لن ينجحوا في تحقيق أغراضهم السياسية".
مؤكدةً "انّ أولوية «القوات» هي الحفاظ على الاستقرار السياسي والانتظام المؤسساتي، وتجنّب الملفات الخلافية...".
مضيفةً أن "ما طرحته «القوات» في جلسات البيان الوزاري وجلسات الثقة كررته على طاولة مجلس الوزراء انطلاقاً من الحرص نفسه، فهناك بيان وزاري وأمور مُتفق عليها، ومن سيعمل على تجاوزها سيتحمّل مسؤولية هز التوافق الحكومي بعيداً من التشاطر والتذاكي، لأنّ مفهوم النأي بالنفس لا يحتمل التأويل ولا التفسير".
وعن رفض الوزير ريشار قيومجيان إعادة إحياء المجلس الأعلى اللبناني – السوري، أوضحت المصادر أن "هناك من يريد إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل خروج الجيش السوري، حيث شدّد قيومجيان على ضرورة الابتعاد عن محاور النزاع، حيث لا يستطيع أي وزير أن يعطي رأيه من موقعه الوزاري بالنزاعات الإقليمية من دون تنسيق مُسبق، بما يوحي أن موقفه يعبّر عن موقف الحكومة مجتمعة، فيما هو مجرد اجتهاد شخصي...".