من سلسلة الإصلاحات التي يسعى إليها مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، لقاءاته مع شركائه من رجال الدين، للبحث حول مواضيع من شأنها "أن تخدش القيم والأخلاقيات العامة التي تؤثر على الشعب اللبناني"، وآخرها إقرار الزواج المدني.
ومن تلك المواضيع، كانت "قضية الإعلام"، وبعض البرامج التلفزيونية التي يرونها رجال الدين غير ملائمة لمجتمعنا، وبالطبع يقصدون البرامج التي تعرض قضايا الأشخاص المهمشين في مجتمعنا، مع العلم أن هؤلاء الأشخاص أصبحوا جزء لا يتجزأ من مجتمعنا ومحيطنا،لا بل أولادنا وأولادهم، لكن ما يغفل عنه رجال الدين وإعلامهم هو "البذخ" الذي يلجأ إليه بعض رجال الدين في مواكب "شوفيني يا منيرة".
هو بذاته الإعلام الذي لم يصوّر مواكب " حماة الدين" المترفة عندما يذهبون إلى بيوت الله أو المناسبات ويعتلون المنابر لمخاطبة الفقراء و"تطبيب جراحهم" وإعادة سرد سيرالأنبياء والرسل ويعظونهم بالتحلي بأخلاق الرسول المتواضعة، والصبر على ذلهم.
يا لغيرة الدين يا رسول الله!
اقرأ أيضاً: كيف سقط الإعلام في قضية مستشفى الفنار
8 سيارات مصفحة ضد الرصاص، 60 عنصراً من الأمن والحماية، تعود كلها إلى موكب "سماحة" أحدهم، وهو مثل معتدل بالنسبة لباقي المواكب.
بالإضافة إلى الـ 7,612000 ليرة لبنانية التي يتقاضاها شيوخ الطوائف "الحكوميين" من الدولة شهرياً، وقد بلغت نسبة الزيادة 73% بعدما كانت 4,400000 ليرة لبنانية في السابق.
والبعض من رجال الدين يتقاضى مخصصات شهرية من الدولة اللبنانية من موازنة رئاسة مجلس الوزراء خصوصا القضاة الشرعيين وبعض الموظفين في دار الافتاء والادارات والشؤون الدينية.
أما القسم الآخر من رجال الدين فيتقاضون مرتباتهم من موازنة الاوقاف الاسلامية التي تملك عقارات مستثمرة. وأما الذي يصلي خلفهم، فلا يتلقى من الدولة اللبنانية سوى الذل والمعاناة والفقر.
أليس من الجدير على رجال الدين المؤتمنين على أموال الفقراء، والمناشدين بحقوقهم، أن يتحلوا برداء البساطة، وتوجيه سلطتهم وخطاباتهم حول ما يتعرض له المواطن اللبناني من انتهاكات لجميع حقوقه الحياتية والمعيشية، لا سيما حقه بالعيش، وليس حول ما يسمونها "تشويه صورة المجتمع".