السفيرة الأميركية في بيروت تعرب عن مخاوف بلادها بشأن الدور المتنامي لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة.
جددت الولايات المتحدة، الثلاثاء، عزمها على دعم لبنان، لكنها لم تخف قلقها من نفوذ حزب الله ومن توظيف وجوده في الحكومة اللبنانية الجديدة لتحقيق أجندات خارجية داخل لبنان وخارجه.
جاء ذلك في تصريحات السفيرة الأميركية بلبنان إليزابيث ريتشارد عقب لقائها رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري لتهنئته بالنجاح في تشكيل الحكومة.
وقالت ريتشارد بعد لقائها الحريري في السراي “أجرينا جولة أفق واسعة بشأن مختلف المجالات التي تعمل فيها الولايات المتحدة مع لبنان، واطلعنا على أولوياته للمستقبل”.
وأعربت عن المخاوف الأميركية بشأن “الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، وتستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالأمن القومي وهي قرارات تعرّض بقية البلاد للخطر، وهي تستمر في خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة من خلال مشاركتها في نزاع مسلح في ثلاث دول أخرى على الأقل”.
وتقول أوساط لبنانية مطّلعة إن واشنطن قلقة من استغلال حزب الله وزارة الصحة لتنفيذ مآرب حزبية خاصة به. لكن ذلك القلق لا يخفي، وفق ما أشارت إليه السفيرة، عزما أميركيا على حماية لبنان، والاستمرار بدعم مؤسسة الجيش والمساعدة في عدم انهيار الوضع الاقتصادي، مع التأكيد على أن نشاطات حزب الله ستظل تحت مراقبة شديدة، خصوصا ما يتعلق بتبييض الأموال واستخدامه النظام المصرفي اللبناني.
وهذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها واشنطن عن قلقها بشكل صريح من دور حزب الله في حكومة الحريري، وسيطرته على وزارات خدمية قد يوظفها في تثبيت نفوذه في لبنان، وأنها “ستعمل على التأكد من أن خدمات الوزارات لا تذهب إلى دعم حزب الله”، الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.
يذكر أن الحكومة الجديدة تشكلت نهاية يناير الماضي بعد أكثر من 8 أشهر من تكليف الحريري. وضمت معظم القوى السياسية التي تمثلت بكتل نيابية في الانتخابات الأخيرة، ولحزب الله ثلاثة وزراء في الحكومة الجديدة بينهم وزير الصحة.
وحدد الحريري أولويات حكومته بوضع قانون انتخاب جديد وإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها في مايو المقبل، بعدما مدد المجلس الحالي لنفسه مرتين منذ انتخابه في العام 2009.