قضية "مُعاداة السامية: في مواجهة الكراهية سعيٌ للوَحدة"
هكذا عنونت "ليبراسيون" مقالها، قائلة: بعد الصليب المعقوف على صورة سيمون فيل، وتخريب النصب التذكاري لإيلان حليمي في الأيام الأخيرة، وصيحات الشتم والإهانة التي تعرض لها آلان فنكيلكروت على هامش تظاهرة السترات الصفراء في باريس نهاية الأسبوع الماضي، كل هذه الاحداث تؤكد- كما تشير اليومية الفرنسية- عودة الكراهية ضد اليهود، أو "عودة الطاعون" كما كتب لوران جوفران في الافتتاحية.
وتابعت "ليبراسيون" أن مسيرات تضامن وتسامح تُنظم اليوم في جميع أنحاء فرنسا. وينتظر أن تكون مسيرة باريس في ساحة الجمهورية عند الساعة السابعة مساء، الأضخم حيث تشارك فيها وجوه حزبية وأعضاء من الحكومة بالإضافة الى جمعيات حقوق الانسان.
هذه المسيرات تأتي بدعوة من الحزب الاشتراكي واستجابت لها عدة أحزاب سياسية فرنسية، فهل ستفلح هذه الأحزاب-تتساءل الصحيفة- في جعل رفض معاداة السامية قضية تتوحد الأمة كلها حولها.
رد على مختلف الجبهات من السلطات الفرنسية ضد معاداة السامية
هكذا علقت صحيفة "ليزيكو" مشيرة الى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اختار عدم حضور مسيرة باريس ضد معاداة السامية. فمن الصعب أن ينضمّ رئيس الدولة الى مسيرة بدعوة من أحزاب سياسية.
ولكن ماكرون سيستفيد- كما قالت الصحيفة- من حضور العشاء السنوي لمجلس ممثلي المؤسسات اليهودية في فرنسا "الكريف" مساء الأربعاء، للتأكيد على التزامه بمحاربة معاداة السامية. وقد وصف ماكرون معاداة السامية بإنكار للجمهورية، في تنديد صريح بالارتفاع غير المقبول للأعمال المعادية للسامية وخطاب الكراهية في فرنسا.
ماكرون سيلقي خطابا قويّا أمام "الكريف" وفقا لمستشاريه- كما أشارت "ليزيكو"- ولكن الرئيس الفرنسي حسب مسؤولين في مجلس ممثلي المؤسسات اليهودية في فرنسا، لن يعلن عن تدابير ملموسة جديدة لمكافحة معاداة السامية بعد تلك التي قدمها العام الماضي.
نواب يريدون تجريم معاداة الصهيونية
مجموعة صغيرة من النواب الفرنسيين – كما أشارت صحيفة "لاكروا"- هم أعضاء في مجموعة دراسات الجمعية الوطنية بشأن معاداة السامية، التي يترأسها سيلفان مايار وهو من الحزب الحاكم "الجمهورية إلى الأمام"، يعتزمون تجريم معاداة الصهيونية.
وتجتمع هذه المجموعة اليوم من أجل اتخاذ قرار بشأن الآلية التشريعية، فهناك مقترحان على الطاولة، إما اقتراح قانون أو اقتراح قرار غير ملزم. ولاحظت صحيفة "لاكروا" أن هذه المبادرة تثير العديد من التحفظات في صفوف أعضاء الحكومة.
صحيفة "لوفيغارو" علقت من جانبها أن طريق المشرّع الفرنسي ضيق ومحفوف بالمخاطر. وذهبت "ليبراسيون" في نفس الاتجاه قائلة إن قضية تجريم معاداة الصهيونية تجرّ النواب الى أرض ملغومة.
تركيا تكثّف نفوذها في إفريقيا
تابعت هذا الموضوع صحيفة "ليبراسيون" حيث كتب مراسلها في إسطنبول جيروم برليو أن الحضور التركي في القارة الإفريقية تطور بقوة في السنوات الأخيرة، فأنقرة تنبي "قوة ناعمة" في القارة السمراء. ومن المنتظر أن تفتتح جيبوتي هذا الشهر أكبر مسجد في شرق أفريقيا بتمويل كامل من تركيا بُني على الطراز العثماني. هدية من أنقرة الى جيبوتي - يقول الكاتب - لكسب القلوب والعقول.
وتابع مراسل "ليبراسيون" في إسطنبول أن تركيا انخرطت منذ خمسة عشر عاما في توسّع سريع في إفريقيا، فهي لا تقوم فقط ببناء المساجد، فمنذ 2005 أجرى الرئيس أردوغان أربعين زيارة لست وعشرين 26 دولة إفريقية، حيث أصبحت المصالح التركية في القارة استراتيجية، وارتفع حجم التبادل التجاري من 100 مليون دولار قبل عشرين عاما الى 20 مليار دولار في عام 2018.