إحتدّ النزاع القائم على الأراضي السوريّة في الفترة الأخيرة، رغم نجاح روسيا في لعب دور الوسيط لتمكّن دمشق من إستعادة السيطرة على عددٍ من المناطق السوريّة تحت كنفها من جديد. وبمُساندة من الحلفاء، إتّخذت الحكومة السوريّة قراراً بإجراء خطوات ميدانيّة صارمة وبدا ذلك جليًّا من خلال التعزيزات العسكريّة للجيش السوري في ريفيّ حماه الشمالي وإدلب الجنوبي.
وتحدّثت بعض التقارير الأجنبيّة، عن محافظة إدلب السوريّة التي باتت تُشكّلُ إهتمام مُختلف الأطراف في النازع السوري، على غرار روسيا وتركيا والجماعات المعارضة والنظام، ما يدعو إلى إمكانيّة توتّر العلاقات ما بين موسكو ودمشق، لاسيّما وأنّ إدلب أصبحت المسألة الأكثر أهميّة بالنسبة للسلطات السوريّة ومختلف الفصائل، إلى جانب تركيا التي تهدفُ لبسط نفوذها هناك.
ورغم أنّ الدولة التركيّة لها وضعًا خاصًا في إدلب، والرأي العام يستنجدُ بتركيا إلّا أنّه وفي الحقيقة الدولة التركيّة أصبحت غير قادرة على تنفيذ المهام الموضوعة حالياًّ، بسبب أزمتها السياسيّة .
وللنصر عند الطرفين المتخاصمين معايير ومفاهيم، فللدولة التركيّة وحلفائها هدف وهو تكبيد أكبر خسائر في إدلب و إلحاق الهزائم بالجيش السوري وبالقوات الروسيّة وبالتالي تُريد أخذ روسيا وسوريا إلى الحرب الطويلة الخاسر، رغم يُذكر دخول موسكو في حوار مع الأتراك وتقبّلت موقفهم.
إقرأ أيضًا:" الزواج المدني VS الزواج الديني:من يغلُب؟ "
ومن جانبها، رفضت دمشق للإتفاق بين بوتين وأردوغان، وقد أعلِن عن ذلك في مختلف وسائل الإعلام الحكوميّة السوريّة.
ورأى الخبير العسكري الروسي ألكسي ليونكوف، في تصريح له لأحد المواقع الأجنبيّة، أن إدلب تُشكلُ إشكالًا في سوريا، وسيكون حلّ هذه المسألة صعبًا، لافتًا إلى أنّ بين العوامل الرئيسيّة للنجاح التخلّص من وكلاء النفوذ الغربيين خصوصًا وأنّ الحرب في سوريا هي حرب "بالوكالة".
وشدّد ليونكوف خلال تصريحه، على أنّ المعارضة السوريّة تضمّ مجموعات متنوّعة، إلى جانب جبهة النصرة، والمعارضة الموالية لِتركيا والجيش السوري الحرّ، وهذا التنوّع قد يؤدّي إلى تعقيد الوضع في المستقبل.
من جانبه، طلب الناطق باسم الرئاسة الروسيّة دميتري بيسكوف إلى عدم التعويل على الإرهابيين في صفقة معهم في إدلب، مُشدّدًا إلى حتّميّة تنفيذ عمليّة عسكريّة هناك.
وفي حديثٍ لصحيفة "حريت" التركية، اليوم الاثنين، أوضح بيسكوف: "هذه المسألة يجب أن تترك للعسكريين. نحن بحاجة لهذه العملية، لكن علينا أن نقرر ما إذا كانت ستنفذها تركيا أو دول أخرى".
وتابع: "يجب ألا نأمل في التوصل إلى اتفاق مع التنظيمات الإرهابية، هذا أمل كاذب فهم إرهابيون، هم "جبهة النصرة"، أبناء "القاعدة" مهما غيروا من تسمياتهم".