قال جبران خليل جبران مرة: "تُرى من يحفر قبر حفّار القبور".
كم تشبه هذه المقولة حالتنا في لبنان، السارقون فيه سرقوا كل شيء، الماء والهواء والأمل والحلم والحياة،، سرقوا حتى شعار "محاربة الفساد" فأضحينا نخجل من طرحه.. سبقونا اليه، صاروا هم أصحاب القضية وبتنا نحن مشدوهين أمام حرصهم وإصرارهم وحماستهم وخطاباتهم ولعنهم للفاسدين المجهولين
وبتنا نسأل أنفسنا، أليسوا هم انفسهم من سرقنا ونهب أموالنا؟؟
إقرا أيضا: الاعتذار السياسي والاعتذار الثقافي
والمؤسف أن كثيرين منا بات ينتظر ما سوف يقدمون عليه وهذا ينطوي على تصديقهم والتسليم لهم ولخداعهم
ما أغبانا ما أغبانا ما أغبانا.... يسرقوننا ونصفق لهم، يخدعوننا ونصدقهم، يعدوننا الاف المرات ونحن لا نزال ننتظر على قارعة الوطن المنهوب.
أيها الشعب، لا يغرّنك كثرة طنتناتهم فهم مجتموعون عليك مهما اختلفوا، فهم لصوص يمنحون بعضهم بعضا ثقة لا ثقة فيها فلا ترتجي منهم وطنا ولا أملا ولا مستقبلا ولا تقدما ولا تقربا الى الله، وأعلم أن واجبك أنت، فقط أنت، محاربة الفساد ومحاربة من يدعون محاربة الفساد، لا تسألني كيف؟؟ فقط إعتمد العقل، لا القلب، ففي الظروف السيئة لا يعتمد القلب! أو فلتنتظر الهاوية.