كشفت مصادر محلية وأخرى معارضة مقربة من الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا في إدلب لـ"الوطن" السورية، عن مساع حثيثة يبذلها النظام التركي لتجنيب "النصرة" أي عملية عسكرية بخلاف ما يدعيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي صرح أمس بأن تركيا قد تشارك روسيا وإيران في "تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة" ضد الفرع السوري لتنظيم القاعدة في آخر معاقله بإدلب.
وبينت المصادر أن تركيا تعتزم في الفترة المقبلة مد "النصرة" بعوامل البقاء وتثبيت وجودها، حيث وافقت على تزويد "حكومة الإنقاذ" التابعة لها، بالتيار الكهربائي فور الانتهاء من مد الشبكة الكهربائية في مناطق هيمنتها، لكسب رضا السكان الساخطين على حكمها ونهجها الإلغائي والتكفيري.
وأوضحت المصادر بأن "النصرة" أطلقت منذ 10 أيام عبر "المؤسسة العامة للكهرباء" التابعة لـ"الإنقاذ"، مشروع إعادة تأهيل أبراج الكهرباء ومد شبكة التوتر العالي بتكلفة مليون دولار في محاور مدن إدلب وسراقب ومعرة النعمان وبلدة أورم الكبرى، من نقطة انطلاقها في محطة كهرباء الزربة بريف حلب الجنوبي الغربي، وذلك لإعادة التيار الكهربائي إلى محافظة إدلب وجوارها بشكل تدريجي خلال 3 أشهر، بعد أن تلقت الضوء الأخضر من تركيا على استجرار الكهرباء منها بعقود سنوية.
وأضافت بأن تركيا ستعمل خلال الفترة القريبة المقبلة، على تحويل إدلب إلى نسخة طبق الأصل خدمياً عن مناطق هيمنتها في "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، وأنها بصدد تنفيذ مشاريع خدمية أخرى جديدة فيها، مثل تأسيس مراكز لمؤسسة البريد التركية "PTT"، عدا عن نيتها فتح المجال الجوي فوق مناطق حكم "النصرة" أمام حركة الطائرات التركية.
وكانت "تحرير الشام" بدأت قبل أيام بإزالة اللوحات الإعلانية السوداء على طريق عام حلب اللاذقية، والتي تحض على "الجهاد" وتحمل عبارات فكر ونهج "القاعدة"، قبل أن تعمم التجربة على شوارع مدينة إدلب، في مسعى لنيل قبول ورضا الشارع المحلي، والأنظمة ومراكز القرار الإقليمية والدولية الفاعلة في الملف السوري.