وجه الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني نقدا شديد اللهجة لكل من المملكة السعودية والإمارات وباكستان على دعمهم المالي واللوجيستي للجماعة الإرهابية الإيرانية المسلحة المعارضة التي قامت بتنفيذ هجوم انتحاري لحافلة ضباط الحرس الثوري شرقي إيران وذلك خلال كلمته أمام الآلاف من المشيعيين لجثامين قتلى الهجوم الانتحاري بمدينة أصفهان.
وأضاف جعفري إن النظام قد نفد صبره امام مؤامرات دول المنطقة خاصة الإمارات والمملكة السعودية.
واكد قائد الحرس على مسؤولية باكستان التي آوت تلك الجماعة الإرهابية، وتوعد جعفري بملاحقة الإرهابيين خارج الأراضي الإيرانية مطالبا الرئيس روحاني بإطلاق ايدي الحرس الثوري للقيام بعمليات انتقامية ضد تلك الدول الداعمة للارهابيين ما يكشف عن الخلاف بين الرئيس والحرس على كيفية الرد على العمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعات مسلحة من القومية البلوشية السنية وفي رأسها جيش العدل الذي أسسه عبد المالك ريغي الذي اعدمه القضاء الإيراني بعد اعتقاله في العام 2010 عندما كان ريغي يسافر من الإمارات إلى دولة في آسيا الوسطى وقد أجبرت الاستخبارات الإيرانية الطائرة التي كان ريغي احد ركابها إلى النزول في مطار بندر عباس واخرجت ريغي من الطائرة.
اقرا ايضا : ايران: مجلس القيادة بدل المرشد الأعلی؟!
ومذ ذاك تتهم إيران دول عربية وتحديدا الإمارات والمملكة السعودية بدعم تلك الجماعة الإرهابية وأخواتها.
وبالرغم من أن جيش العدل اتخذ من الاراضي الباكستانية مقرا لهن ويتغلغل منها إلى إيران للقيام بالعمليات الإرهابية إلا ان إيران كانت دوما تتجنب استخدام لغة التهديد ضد جارتها باكستان وكانت تغلب لغتها الدبلوماسية على لغة التهديد والانتقام ويبدو ان الحادث الإرهابي الانتحاري الأخير سيؤثر على العلاقات الإيرانية الباكستانية ومنذ الآن يمسك الحرس بزمام ترتيب العلاقات معها.
كانت إيران تعلق آمالا كبيرة وكثيرة على فوز عمران خان في الانتخابات وتوليه منصب رئاسة الوزراء ولكن الأخير أظهر بأن اولوليته هو الاقتصاد والاستثمار ومن اجل هذه الأولوية فتح علاقات واسعة مع المملكة السعودية ولم ننس كلمته الشهيرة قبيل زيارته السعودية بعد أيام من مقتل خاشقجي التي اكد فيها أنه يكره قتل الأبرياء ولكن بلاده بحاجة إلى المال.
هل ستدخل باكستان في صراع مع إيران بدعم سعودي أم لغة مصالح الجوار ستمنع من توتير العلاقات الثنائية؟
يبدو أن الدبلوماسية لما تنته بعد مهامها وأن المصالح المشتركة بين البلدين هي التي تتحكم على مستقبل العلاقات وليس استراتيجيات العسكر.