إن آفة التعصب لا دواء لها الا الحرق و التلاشي ولاجل عدم زج البلد بحروب طائفيّة جديدة بعدما سئم من الحروب الماضية
إنتشر في الأمس، مقطعًا مصوّراً يظهر فيه النائب في المجلس النيابي نواف الموسوي، ممثّلًا حزب الله، الذي بدت عليه علامات الغضب وهو يوبّخ النائب نديم الجميل والنائب سامي الجميّل، خلال إلقاء كلمته وعندما قال أنّ البندقيّة التي أتت بالرئيس ميشال عون هي بندقيّة المقاومة وانها في السابق كانت تكسر اليد التي تمتد على سلاح المقاومة فهي اليوم ستكسر رقبة من يمد يده الى سلاح المقاومة.
واعتبر الموسوي أن المقاومة الاسلامية وحدها التي حمت لبنان وجاءت بعون رئيسًا للجمهوريّة، طبعاً بدا هذا الكلام إساءة أخرى بعد أن أساء الموسوي لنديم جميّل كما لسامي جميّل علما أنّهم لم يتطرّقوا لحزب الله ولم يتحدثوا عن شيئ يخصّ الحزب.
الكلام التحريضي واجهه النائب نديم الجميل موضحًا بأنّ بشير لم يأتِ على دبابة إسرائيليّة وأن الشيعة وبيئة المقاومة هي من نثرت الارز على الدبابات الإسرائيليّة وأنّ والده بشير الجميّل أكبر من أن يمس بهكذا شعارات، أظهرت علامات القلق في الشارع إذ أن الفتنة بدأت تأخذ البلاد إلى مكان آخر وهي الحرب الطائفيّة حيث أن الشارع المسيحي نزل في منطقة الأشرفيّة ليلًا مردّدين فيها كلام ضدّ الأمين العامّ لحزب الله السيد حسن نصر الله.
إقرأ أيضًا :" الحكومة الى النّور، من أعطى الضوء الاخضر؟ "
أما اليوم ومع إنعقاد جلسة مجلس النواب قام النائب محمد رعد ممثلا حزب الله بصورته وقال لدولة رئيس مجلس النواب بالنظام طالبًا حذف المقطع وشطب الكلام من المحضر وطبعًا الكلام الذي قاله نواف الموسوي سابقًا.
وبهذا يكون محمد رعد أعقل الحاضرين في سدّ قنوات الفتنة واعتذاره المبطن إن دل على شيء فإنه يدل عل أن هكذا حزب عليه ان يكون متواضعًا وعليه ان يكون معتدلًا لأن ّآفة التعصّب لا دواء لها إلّا الحرق والتلاشي ولأجل عدم زجّ البلد بحروب طائفيّة جديدة بعد ما هلك من الحروب الماضية.
هذه إيجابيّات حزب الله بِمحمد رعد نائبًا وقيامه بهذه المبادرة، هو نوع من الايجابيات التي يتحلّى بها بعض نواب الحزب وبعض من هم في داخل الحزب ونعني بها المعتدلين منهم ولا نعني بالمتعصّبين والمتطرّفين أمثال نواف الموسوي.
و يعني شطب هذه الكلمات من محاضر جلسات النواب واعتبارها بأنّها كلمات ليست بمحلها بل هي نابعه عن غضب شيء جيّد جدّاً تقدّمًا كبيرًا في التعاطي الإيجابي.
وكما أن هنالك مصادر قريبة من حزب الله أكّدت أنّ كلام محمد رعد كان سببًا لتقديم نواف الموسوي إستقالته من الكتلة وهذا الذي بات واضحًا في هذه الساعات الأخيرة قبيل إعطاء الثقة للحكومة.