ما إن زار وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف لبنان الأحد الماضي، معلناً جهوزية بلاده تسليح الجيش اللبناني ومغادرته لبنان دون تحديد أي موقف لبناني واضح من العروض الإيرانية تفادياً الإنزلاق في أي أزمة عربية ودولية، بفعل المواقف الغربية والعربية من ايران؛ حتى أعلنت واشنطن، أمس الأربعاء، مساعدة الجيش اللبناني عبر تقديم صواريخ ذكية متطورة تتخطى قيمتها الـ16 مليون دولار، حيث أعلنت السفارة الأميركية في بيروت، "تسليم الجيش اللبناني شُحنة من الصواريخ الذكية المتطورة الدقيقة الموجهة تمثل مكوناً رئيسياً لطائرة A - 29 Super Tucano الجديدة التابعة للقوات الجوية اللبنانية".
وأشارت السفارة إلى "أن تسليم الشُحنة يعبّر عن التزام حكومة الولايات المتحدة الثابت والحازم بدعم الجيش اللبناني، بصفته المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان".
وهذه ليست المرة الأولى التي تبادر الولايات المتحدة الأميركية لتقديم مساعدة للجيش اللبناني، ففي العام الماضي مثلاً، تسلم الجيش اللبناني هبة أميركية تمثلت بطائرات مقاتلة أميركية من نوع "سوبر توكانو".
إقرأ أيضًا: عندما يتفوق الحب على العمر!
وبين العروض الإيرانية والمساعدات الأميركية، تبقى مسألة تسليح الجيش اللبناني، حاجة ضرورية، ذلك الجيش الذي انتصر في أحداث نهر البارد وعبرا، واستطاع دحر الإرهابيين في عرسال وجرود بعلبك تحت شعار "فجر الجرود"، وغيرها من العمليات العسكرية عبر أجهزة وأسلحة متواضعة.
ولكن خلف مسألة التسليح، يبقى السؤال عن سر التوقيت، فلماذا في هذا الوقت تحديداً قررت ايران وحتى اميركا تسليح الجيش اللبناني؟
وفي سياق المبادرتين الإيرانية والأميركية، عادت الأجواء اللبنانية السعودية إلى الهدوء وذلك بعد رفع التحذيرات المتعلقة بمجيء الرعايا السعوديين إلى لبنان، على أن تُشكل هذه الخطوة عودة السياحة الخليجية إلى لبنان، الأمر الذي يعود بلبنان إلى مرحلة من الإزدهار السياحي والعسكري معاً، لكن فيما يخص الشأن العسكري إلى أي مدى تبدو أميركا جدية في قراراتها لمساعدة الجيش، وإن سلّحت الجيش اللبناني فما هو موقف اسرائيل إذاً؟