العرب لا سيما السعودية أمام خيار مصيري في الأسابيع القليلة المقبلة إما الموافقة على الخطة التي سيطرحها صهر الرئيس الأمريكي جارد كوشنير في مقابل تغير النظام الإيراني والسماح ببناء ناتو عربي وإطلاق الإستثمارات.
وإما رفض العرض ما يعني بقاء نظام الخامنئي وربما تمكنه من تخطي العقوبات والأزمة الإقتصادية .
لا خيار ثالث ، فالولايات المتحدة لن تتحرك ضد إيران من دون مقابل .
أمران أساسيان يعترضان الموافقة على صفقة السلام التي تطرحها الإدارة الأمريكية لا سيما حق العودة للشتات الفلسطيني وطلب توطينهم في بلدان إقامتهم ووضع القدس كعاصمة ، وصل الرئيس محمود عباس للرياض لكشف حدود المناورة والمفاوضات .
قرار أمريكا في الوقت الحالي هو الإستمرار بالقيود والعقوبات الإقتصادية على إيران والأكيد ان مؤتمر وارسو القادم لن يصدر عنه أي قرار عسكري إنما المزيد من الضغوط الإقتصادية التي ستطال كل من يتعامل مع إيران او ادواتها او ميليشياتها من دول وأحزاب و أفراد ومؤسسات .
الملفت والمقلق هو فصل الولايات المتحدة الوضع في سوريا ولبنان عن باقي الصراع العربي الإيراني ، تعتبر امريكا ان امن إسرائيل مهدد ولا بد من إزالة هذا التهديد بالمعزل عن ما تقرره السعودية في موضوع السلام العربي الإسرائيلي الشامل كما انها تعلم علم اليقين ان لبنان بوجود حزب الله لن يلتزم قرار السلم ولا التوطين في حال وافقة الرياض عليهما .
من هذا المنطلق قررت تركيع لبنان إقتصاديا وإعتبار كل من يشارك او يتعايش مع الحزب في الداخل اللبناني متآمر معه ولم تعد تفرق بين المكونات السياسية و لم تعد تلتمس اعذار الحفاظ على السلم الاهلي او الإستقرار .
في هذه الأثناء تقاتل اوروبا للجم إسرائيل وامريكا خوفا من موجة نازحين سوريين قد يتجهوا نحو أراضيها في حال إندلعت الحرب .
لا شيء محسوم اليوم ولكن الأكيد ان قرار التركيع الإقتصادي للبنان اخذ بإنتظار الرد السعودي وفعالية العقوبات على النظام الإيراني و حزب الله .