وتقول المصادر إن الاستراتيجية الأميركية التي تتجه نحو توفير “حماية عسكرية للمناطق السنية بالذات، تستجيب لمخاوف ناشئة، بشأن إمكانية نشوء تمرد جديد في هذه المناطق، في ظل الهيمنة الشيعية على القرارين السياسي والعسكري، وعجز الساسة السنة عن انتزاع حدود هذا المكون”.
وردا على ذلك، تدفع فصائل مسلحة موالية لإيران لديها تمثيل في مجلس النواب العراقي، إلى تشريع برلماني لإخراج القوات الأميركية من العراق.
وتسببت زيارة القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي إلى العراق في إثارة مواقف مناهضة.
ويقول هاشم الموسوي، المتحدث باسم حركة النجباء العراقية القريبة من إيران، “تصريحات وزير الدفاع الأميركي محاولة لشرعنة بقاء قوات بلاده في العراق”.
وطالب الموسوي “الحكومة بكشف عدد القوات الأميركية ومهامها في البلاد وإظهار حقيقة ما يدعيه الجانب الأميركي حول الاتفاق المزعوم”، بين الولايات المتحدة والعراق.
ويرى عضو المكتب السياسي لحركة النجباء فراس الياسر أن “النوايا الأميركية بدأت تتضح شيئا فشيئا بعد زيارة شاناهان”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة “أمام أبواب مغلقة وتحاول إعادة تصدير نفسها بأي طريقة بعد خروجها من سوريا، الذي يعتبر انتكاسة كبيرة بالنسبة لها”.
وأكد أن “البرلمان يعمل على إقرار قانون لإخراج القوات الأميركية من البلاد”.
وصارت الولايات المتحدة تنظر بعين الاعتبار إلى مناورات الأحزاب والميليشيات العراقية الموالية لإيران، سواء من خلال مجلس النواب أو من خلال الضغط المباشر على الحكومة للكشف عن موقفها من الانتشار الأميركي في العراق بعد الانسحاب من سوريا.
ولم يستبعد مراقب سياسي عراقي أن تكون زيارة شاناهان محاولة للعمل في اتجاهين، أولهما يتمثل بطمأنة حكومة عادل عبدالمهدي بأن العراق لن يكون قاعدة لضربة متوقعة لإيران، وثانيهما هو الضغط على الميليشيات لوقف تحركاتها لدفع الحكومة إلى مراجعة بنود الاتفاقية المبرمة مع الولايات المتحدة.
واعتبر المراقب في تصريح لـ”العرب” أن زيارة مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى إلى بغداد، تأكيد على أن الولايات المتحدة ماضية في تنفيذ خطتها لمراقبة إيران من الأراضي العراقية وهي الخطة التي أعلن عنها الرئيس ترامب في وقت سابق.
وتبدو الزيارة المفاجئة للقائم بأعمال البنتاغون رسالة إلى إيران كما أنها في وجهها الآخر رسالة إلى القوى العراقية المناهضة للهيمنة الإيرانية على العراق، والتي سترحب بالخطوة الأميركية وستكسب المزيد من التأييد الشعبي حين يتسع نشاطها مع شعورها بأن الولايات المتحدة جادة في إنجاز مشروعها في احتواء الدور الإيراني في المنطقة.