يشكل وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني نموذجا للشبان الطرابلسيين الذين تعبوا على أنفسهم، وشقوا طريق النجاح في الخارج، ورفعوا إسم وطنهم ومدينتهم عاليا، ثم عادوا من أجل وضع خبراتهم وإمكاناتهم وعلاقاتهم الدولية في سبيل تحقيق مشروع النهوض الذي تحتاجه وتتطلع إليه الفيحاء، ومن هذا المنطلق جاء إختياره من قبل الرئيس نجيب ميقاتي لتمثيل كتلة ″الوسط المستقل″ في الحكومة العتيدة، وهو الذي يحرص على تقديم كل الدعم لأجيال طرابلس تربويا وأكاديميا ودفعهم نحو تأمين مستقبل واعد وزاهر.
في العام 1988 غادر عادل أفيوني لبنان طالبا، متوجها الى فرنسا لاكمال دراساته العليا، متحصنا بنتيجة مشرفة بحصوله على المركز الأول في لبنان في البكالوريا الفرنسية، حيث نال ماجستير في إختصاص هندسة الاتصالات من المعهد الوطني العالي للاتصالات في باريس، ومن ثم ماجستير في العلوم المالية من جامعة باريس الأولى، ليصبح إبن طرابلس خبيرا في إقتصاد الدول الناشئة وفي الأسواق المالية العالمية، وليشغل منصبا مصرفيا مرموقا في لندن.
لم ينقطع الوزير أفيوني عن لبنان الذي كان يزوره شهريا، حيث أمضى أكثر من عشرين عاما في التعامل مع كل المؤسسات الرسمية اللبنانية، وخصوصا وزارة المالية ومصرف لبنان، حيث كان يشرف على إصدار سندات ″اليورو بوند″، فضلا عن تقديمه خدمات إستشارية عدة على الصعيدين الاقتصادي والمالي.
كما لم ينقطع أفيوني يوما عن طرابلس وعن التواصل مع أهلها ليشكل إمتدادا لوالده المدير العام السابق لتعاونية موظفي الدولة الدكتور عبد اللطيف أفيوني الذي تعرفه المدينة بمجتمعها وعائلاتها وموظفيها وأساتذتها الذين قدم لهم خدمات جلّى من خلال وجوده على رأس التعاونية، فضلا عن خوضه نضالات الى جانب الرئيس الشهيد رشيد كرامي والرئيس الراحل عمر كرامي، ما دفع الرئيس نجيب ميقاتي الى تكريمه في دارته في ميناء طرابلس في آذار من العام 2014، حيث قلده وزير الشؤون الاجتماعية آنذاك رشيد درباس وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط.
من هنا فإن طرابلس لم تغب عن إهتمامات الوزير أفيوني الذي كان يتابع تفاصيل أوضاعها السياسية والأمنية والخدماتية، ويعلم مكامن ضعفها وقوتها، فإبن الزاهرية (سجله 107 الزاهرية) الذي ترعرع في منزل عائلته في شارع المئتين، نهل حب المدينة من والده، ومن والدته المربية مديرة المدرسة، وأخواله وفي مقدمتهم الأمين العام الأسبق للهيئة العليا للاغاثة اللواء يحيى رعد، وهو يأتي اليوم ليكمل هذه المسيرة الخدماتية في تمثيل طرابلس في الحكومة اللبنانية، ويحمل همومها ويسعى الى إنتزاع حقوقها ومشاريعها، وقد جاء حفل الاستقبال الذي أقامه مساء السبت في صالة الفيحاء والحشد البشري الذي تدفق على مدار ثلاث ساعات لتهنئته والتواصل معه، ليشكل إستفتاء لخيار الرئيس ميقاتي، وليؤكد دعم طرابلس لوزيرها الجديد الذي ترك أيضا بصمة إيجابية لدى كل نواب وقيادات طرابلس الاقتصادية والدينية الذين زارهم وأثنوا على هذا الاختيار وعلى كفاءاته وخبراته، وحملوه أمانة الفيحاء ليكون صوتها المدوي على طاولة مجلس الوزراء.