وبينت أن معدل انقراض الحشرات حاليا أسرع بحوالي 8 أضعاف من انقراض الثدييات والطيور والزواحف.
وأوضحت الدراسة التحليلية أن العدد الإجمالي للحشرات يتراجع بنسبة 2.5 في المئة سنويا، الأمر الذي يعني أنها في طريقها إلى الانقراض في غضون قرن أو أقل، إذا ما استمر تراجعها بالوتيرة نفسها.
ووفقا للدراسة فإن كوكب الأرض بدأ يشهد عملية الانقراض الجماعي السادسة في تاريخه، مع تقارير تفيد بخسائر فادحة بالفعل تتعرض لها الحيوانات كبيرة الحجم، وهي الأسهل في الدراسة والبحث.
غير أن الحشرات هي الأكثر تنوعا بكثير، والأكثر عددا وانتشارا من باقي مكونات مملكة الحيوان، بل إن عددها إجمالا يفوق عدد سكان الأرض، البالغ عددهم نحو 7.7 مليار نسمة، بحوالي 17 ضعفا.
ووفقا للعلماء والباحثين، تعتبر الحشرات "ضرورية" لعمل الأنظمة البيئية في مناطق العالم المختلفة، باعتبارها طعاما لمخلوقات أخرى وملقحات للنباتات ومساهمة في إعادة تدوير المواد الغذائية.
وبينما ذكرت تقارير أن أعداد الحشرات "تناقصت بصورة كارثية" في كل من ألمانيا وبورتوريكو، تحذر الدراسة التحليلية الأخيرة من أن هناك مؤشرات على أن "هذه الأزمة" عالمية.
وقال العلماء في التحليل إنه "ما لم نغير طرقنا في إنتاج الطعام، فإن أعداد الحشرات، ككل، ستتراجع وتدخل في مسار الانقراض في غضون عقود قليلة.. وانعكاسات هذا الأمر وتأثيراته على الأنظمة البيئية على الأرض يمكن وصفها على الأقل بأنها كارثية".
وجاء في التحليل أن الزراعة الكثيفة هي المحفز والمحرك الأساسي لهذا التدهور في أعداد الحشرات، خصوصا الاستخدام المكثف لمبيدات الحشرات.
وأشارت المراجعة العلمية إلى أن هناك محفزات أخرى مهمة لتراجع أعداد الحشرات، منها على سبيل المثال تنامي العمران والتغير المناخي.
وقال المؤلفان الرئيسيان للمراجعة العلمية العالمية، الأستاذ في جامعة سيدني فرانسوا سانشيز بايو، والأستاذ في جامعة كوينزلاند كريس وايكخويس، إنه إذا تقلصت أعداد أنواع من الحشرات بصورة كبيرة، أو انقرضت، فإنه لا يمكن وقف ذلك أو منع حدوثه، وسيكون لذلك عواقب وخيمة على الأنظمة البيئية وعلى بقاء الإنسان".
وتعتبر الحشرات مهمة للأنظمة البيئية لدورها في ضبط أعداد الكائنات الأخرى، وفي المحافظة على هيكلية التربة وخصوبتها، وفي تلقيح النباتات ومكافحة الحشرات التي تتغذى على النباتات.
وكثير من الحشرات تتغذى على الحيوانات النافقة والأشجار الميتة، وبالتالي فإنها تلعب دورا مهما في تدوير المواد الغذاء وإعادتها إلى التربة.
كذلك تشكل الحشرات طعاما وغذاء لأنواع أخرى أكبر حجما من المخلوقات، ولو اختفى هذا الغذاء من السلسلة الغذائية، فإن الحيوانات الأكبر حجما ستنقرض حتما، وهكذا الحال في باقي السلسلة، وصولا إلى أعلى الهرم فيها وهو الإنسان.
وتشكل الحشرات على سبيل المثال غذاء للعديد من الطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك، فإذا اختفت الحشرات أو هذا الغذاء فإن تلك المخلوقات ستنقرض بدورها.
ويمكن ملاحظة هذا التأثير التسلسلي الكارثي في بورتوريكو، حيث كشفت دراسة نشرت مؤخرا أن 98 في المئة من كل الحشرات في الدولة "اختفت من الوجود".