هذا الاسبوع ستمثل الحكومة في المجلس النيابي مسلحة ببيانها الوزاري من اجل مناقشته ومنحها الثقة على اساسه.
هذا البيان أنجزته لجنة صياغة البيان الوزاري في مدة قليلة ثم أقرَّه مجلس الوزراء في جلسة لم تستغرق وقتاً طويلاً ايضاً.
البعض وجد في تلك السرعة لا بد منها، واخرين وجدوا في ذلك تسرعًا. المهم من كل ذلك ان الحكومة شُكلت والبيان الوزاري اصبح جاهزاً والثقة بالحكومة ستُعطى وسيتم التصويت عليها مساء الأربعاء المقبل، لتعقد الحكومة أولى جلساتها بعد نيل الثقة.
قبل كل ذلك، وحتى لا يؤخذ المواطن وينبهر بالخطب الرنانة والتفاؤل المصطنع فإن العودة الى البيان الوزاري تضع الأمور في إطارها الصحيح
يرِد في البيان في الصفحة 3 منه تفعيل الجباية ومكافحة الهدر والتهرب الجمركي والضريبي
فكم من المرات وردت هذه الجملة في البيانات الوزارية للحكومات السابقة؟وكم من المرات وردت في بيانات مجلس الوزراء، لكن على قاعدة " المثل الشعبي المصري اسمع كلامك انبسط اشوف عمايلك استعجب" فإن التهريب استمر من خلال اطر تحظى بالحماية ولا يجرؤ أحد من السلطات على الإقتراب منها .
ويرد في الصفحة ذاتها: خفض النفقات الاستهلاكية في الموازنة العامة بما لا يقل عن 20 في المئة عن موازنة العام 2018
سؤال: ما هي النفقات الإستهلاكية المقصودة؟ لماذا لا يتم تحديدها؟ ما هو حجمها في المناسبة؟ وكيف سيتم خفضها؟.
إقرأ أيضا:هل ستستطيع الحكومة تجاوز هواجس واشنطن؟
هذا البند أقل ما يُقال فيه انهلرفع العتب لأنه غامض، ولا بد للمجلس النيابي من تفنيده وتفصيله في جلستي الثلاثاء والأربعاء ، وإلا نكون في مرحلة غامضة .
ويرد في الصفحة 6 من البيان: تلتزم الحكومة بالشراكة مع القطاع الخاص تأمين التغذية الكهربائية 24 ساعة على 24 في أسرع وقت ممكن .
سؤال: ما هي الكيفية لتحديد أسرع وقت ممكن؟ حيث إن أصغر معمل توليد كهرباء يحتاج بناؤه إلى سنتين، هذا يعني ان الحكومة ستُنفِّذ كلامهاإما باستجرار الطاقة الكهربائية من الخارج، وإما بتمديد جديد لبواخر التوليد، وفي الحالتين هذا الامر يتناقض مع بيان الحكومة لجهة خفض النفقات الاستهلاكية وفي هذه الحالة هناك هدر إضافي .
ويرد في الصفحة 6 من البيان الوزاري وتحت عنوان النفايات الصلبة ما يلي
استكمال تنفيذ خطة إدارة النفايات الصلبة التي أقرتها الحكومات السابقة، وإصدار المراسيم التطبيقية لقانون الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة
ماذا يُفهَم من هذا البند؟
ما هي الخطة التي يُفترض استكمالها؟ هل هي تجميع النفايات كما يجري اليوم في برج حمود والكوستابرافا والتي تصل الروائح المنبعثة منها إلى مسافة عشرات الكيلومترات؟ هل يتركون الناس يصلون إلى حدود اليأس ليقولوا لهم: لا حل إلا بالمحارق؟ وهل يعرفون مدى خطورتها على صحة المواطنين؟
هذا غيض من فيض العورات والملاحظات في البيان الوزاري . هذا عدى موضوعات الناي بالنفس واحترام قرارات الشرعية الدولية ،وللحديث صلة .