اعتبر سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبّارة أنّ زيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى لبنان هدفها شدّ عصب حلفاء طهران، والردّ على الجهة الأميركية التي تسعى بدورها لشدّ العصب ضدّ ايران ما يتجلى بوضوح عبر الاجتماع المرتقب عقده في وارسو والذي يهدف بشكل أساسي لاعادة تشكيل التحالف ضد ايران بالاشتراك مع اسرائيل والدول العربية، لافتا الى ان الهدف الاميركي من هذا الاجتماع يتركز حول قيام تحالف أكبر من الذي كان موجودا لتوسيع المعركة ضد طهران أو أقله تجديدها.
وأشار طبارة في حديث لـ"النشرة" الى ان لبنان موجود أصلا في وسط الكباش الأميركي- الايراني وليس بجديد السعي لاقحامه في هذا الصراع، باعتبار ان هذا الاشتباك يتجلى بوضوح في الداخل بين حزب الله وحلفاء السعوديّة. وقال: "لكن هناك تفاهم ضمني خارج لبنان حول قدرتنا على التعامل مع العقوبات الاميركيّة سواء ضد حزب الله أو طهران، لذلك تم العمل طويلا على هذه العقوبات كي تؤثّر على الطرفين المعنيين أصلا ولا تؤثر على اقتصاد لبنان والنظام المصرفي واللبنانيين"، مشيرا الى تفاهم داخلي لبناني أيضا على وضع الأمور الخلافيّة جانبّا والانكباب على تنفيذ المشاريع التي أقرّها مؤتمر "سيدر"، وهو ما أعلنه رئيس الحكومة سعد الحريري مؤخرا من دبي. وأضاف: "لذلك نحن لسنا على موعد مع خضّة كبيرة. الكل يدرك أنّ لبنان حالة خاصة ويتم التعامل معه على هذا الاساس".
وعمّا سيكون عليه الموقف اللبناني الرسمي من عروضات رئيس الدبلوماسيّة الايرانية، استبعد طبارة أن يكون لبنان قادرا على السير بأيّ اتفاقية من ايّ نوع كانت بغياب الاجماع الوطني، لافتا الى انه اذا كان نصف اللبنانيين أو بالأحرى القوى السياسّية ضد اتفاقيّة ما، فلا شك أنه لن يتم السير بها. وقال: "لبنان يشبه الى حد كبير مجلس الامن، بحيث يمتلك كل الفرقاء حقّ الفيتو لكن ليس هناك أيّ جهة تستطيع وحدها تمرير أجندتها بشكل كامل".
ورأى طبّارة أن أخصام طهران في الداخل اللبناني لن يسيروا في أيّ عروضات من ايران سواء بمجال الكهرباء أو السلاح، مشيرا الى أنّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله تحدّث مؤخّرًا عن استعداده تأمين منظومة دفاع جوي لا السلاح الايراني، لأنّ الجواب اللبناني الرسمي على عرض اطهران السابق في العام 2014 كان يومها أنّ الأسلحة التي بحوزة الجيش أميركيّة ولا يمكن أن تتماشى مع أيّ مصدر آخر.
وردا على ما تم التداول به عن تحرك دول غربية عبر سفرائها في بيروت للتحذير من التجاوب مع عروضات ايران، أشار طبارة الى انه لم يتم رصد أي شيء جديد من هذا النوع، باعتبار ان التحذيرات المماثلة مستمرّة ومتواصلة، وهو ما يتجلى بشكل اساسي بموضوع المصارف وحرص أميركا على عدم استخدام حزب الله النظام المصرفي العالمي.