لفت رئيس الحكومة سعد الحريري خلال مشاركته في "القمة العالمية للحكومات" في دبي الى أن "لبنان خرج من الإنتخابات منذ 9 أشهر ولكنها تأخرت 10 سنوات لتحصل، فكان هناك شد حبال على تشكيل الحكومة ولكن التشكيل حصل واهم أمر أننا وضعنا برنامجا واضح وصريحا بالإصلاحات لتشجيع المستثمرين"، مشيرا الى "أننا نعاني من الهدر والفساد وقوانين قديمة بحاجة لتجديد وهناك اجماع سياسي لتخطي هذه الامور".
وأوضح الحريري أن "ما نقوم به بالبيان الوزاري وفي مؤتمر سيدر هو وضع البرنامج لتطوير اقتصادنا واصلاح القوانين"، مشددا على أن " أهم ما نقوم به اليوم هو العمل على تشجيع المستثمر للعودة الى لبنان".
وبين أن "قسما من القوانين جرى تمريرها بعد "سيدر" وهي في مجلس النواب والجزء الاخر في اليبان الوزاري"، مشددا على أنه "يجب أن نطور القوانين نننفذها، والحكومة هذه في بيانها وضعت كل القوانين لنقرها في المجلس النيابي".
وأضاف: "الفارق بين السابق واليوم أننا أخذنا قرارا بالإجماع وهذا الطريق الحقيقي لإنقاذ لبنان"، مشيرا الى أنه "لا يوجد لدينا وقت للترف السياسي لأن اقتصادنا قد يتعرض للانهيار".
وأكد الحريري أن "الإجماع السياسي موجود على محاربة الفساد، رغم أنه من أصعب الأمور التي نواجهها ولكن الإجماع السياسي جعلها أسهل"، مذكرا أنه "بعد إغتيال رفيق الحريري لبنان انقسم. لكننا منذ سنتين انتخبنا العماد ميشال عون رئيسا ورغم إختلافنا السياسي تم خلط الأوراق وأخذنا قرارا بأن الوضع الإقليمي لا يجب أن يؤثر على الوضع الاقتصادي ويجب الاستثمار في شبابنا".
وأشار الى أن "المرأة تشكل 54 بالمئة، وتولي ريا الحسن وزارة الداخلية هو أمر إصلاحي لأن ريا إصلاحية وهذه الوزارة بحاجة الى الاصلاح والمكننة وعلى اللبنانين أن يتعودا أن المرأة يمكن أن تستلم الوظائف العليا وصولا الى رئاسة الجمهورية ومجلس النواب والحكومة"، جازما أنه "اذا لم ندعم المرأة لتعمل في كل قطاعات العمل فهذا خسارة لناتجنا القومي، ويجب أن نحث الشباب والنساء خصوصا على أن يكن جزء لا يتجزأ من الاقتصاد".
ورأى الحريري أن "مشكلتنا الطائفية في حين ان معظم من يتكلم عن الدين لا يعرف حقيقة الدين، وانا كرئيس وزراء واجبي ان اخدم المسيحي والشيعي والدرزي والسني لانني موظف عندهم. البعض يستخدم الطائفية والمذهبية بالشأن السياسي لكنهم فعليا لا يعرفون شيئا عن الدين الإسلامي"، داعيا الى "فصل الاقتصاد عن الطائفية وصحيح أن هناك أحزاب سياسية تتدخل بسوريا لكننا غير راضين عن هذا التدخل ولن نوقف اقتصادنا من أجلها".
وشدد على أنه "اذا لم يتغير تفكيرنا وإن لم تطور تكنولجيا ونطور اقتصاد المعرفة ليقوم الشباب بالاقتصاد فلن نتقدم، وواجب الدولة أن تقدم كل ذلك للشباب"، متسائلا: "لماذا لا نستخدم هذه الطاقات والنازحين الموجودين عندنا لتنفيذ المشاريع الاستثمارية عندنا خصوصا اننا نعلم ان النازحين في النهاية سيعودون الى بلدهم".
وأعلن الحريري أن " الإصلاحات يجب ان تستبق الإستثمارات وهذه الفرصة الاخيرة لدينا"، لافتا الى أن "البيان الوزاري حدد كل الإصلاحات وكل الاحزاب المشاركة في الحكومة وافقت على البيان".