تأتي زيارة وزير الخارجية الايراني بعد ايام من تشكيل الحكومة وقبل نيلها الثقة، وكأنها امتداد طبيعي لتصريح قاسم سليماني بعيد الانتخابات النيابية الأخيرة حين أعلن أن حزب الله قد فاز ب74 نائبا، وامتداد أيضا لتصريح وزير الاستخبارات حيدر مصلحي حين تبجح بأن إيران تسيطر على أربع عواصم عربية.
وكأن الزائر يريد أن يقول لرئيس الحكومة ولمن يعنيهم الامر أن " الثقة " المطلوبة والخروج من أزمة الفراغ الحكومي معلق على مجموعة شروط وتعهدات سوف يحملها معه حتما، فالملفات التي سوف يخرجها وزير الخارجية الايراني من جعبته كان قد مهد لها أمين عام حزب الله في إطلالته الاخيرة، وتقول مصادر مطلعة أن وفدا مرافقا سيكون مع الوزير الضيف مؤلفا من مجموعة وزراء ورجال أعمال إيرانيين يحملون معهم اتفاقات جاهزة تتعلق بإستثمارات في أكثر من ميدان تنموي على الجانب اللبناني توقيعها والموافقة عليها.
اقرا ايضا : هذا ما سيحصل بعد 100 يوم
ومن بديهيات القول أن أي علاقة استثمارية مع الطرف الايراني في مرحلة العقوبات الاميركية ستضع لبنان في مأزق لا يستطيع أن يتحمل تبعاتها الاقتصادية، لأن العقوبات الامركية هي ليست على إيران وإنما على من يتعامل معها إذا كان الشعار المطروح هو مساعدة إيران للبنان إلا أن حقيقة الأمر هو أن المطلوب من لبنان في هذه المرحلة مساعدة إيران ولو مجبرا، وهذا يشبه إلى حد بعيد الاتفاقات والمعاهدات التي كانت تفرض على لبنان إبان الاحتلال السوري والتي كانت تصب حتما لمصلحته على حساب المصلحة اللبنانية.
يبقى السؤال المرتقب عن كيفية تعامل الجانب اللبناني مع الضيف الايراني وهل سوف يرضخ للشروط الايرانية ويعرض لبنان لما لا يحمد عقباه أو سيسعى للتفلت من التعهدات المطلوبة ؟
وعلى كل الاحتمالات فإن موقف الرئيس سعد الحريري من هذه الزيارة لا يحسد عليه وسيكون ظريف كالضيف الثقيل !