كم مرة رفضت المدارس إعطاء إفادات العلامات، او السماح للطالب بإجراء الإمتحانات او الدخول إلى الصف وسط مشهد مُحرج أمام زملائه في الصف، فقط لأن الأهل تأخروا عن تسديد الأقساط المدرسية؟، وكم مرة وقف الطالب حائراً أمام مطالب الإدارة، وعجز اهله "اللا إرادي" عن تسديد الأقساط في الوقت المناسب؟
وكم مرة تحمّل الأهالي ارتفاع الاقساط المدرسية من سنة إلى سنة، دون تذمر خوفاً على مستقبل اولادهم؟ حارمين أنفسهم من أبسط احتياجاتهم لأن فرحة النجاح لديهم أهم من أي شيء، وهذه المرة حرم جورج زريق نفسه من الحياة مُقرراً بلحظة قصيرة إضرام نفسه بالنار، أمام مدرسة ابنته، والسبب التأخر عن تسديد القسط المدرسي للمدرسة التي رفضت إعطاء جورج إفادة مدرسية لنقل إبنته إلى مدرسة اخرى، لتغدو هذه الحادثة عنواناً رئيسياً للوسائل الإعلامية اليوم، ومشهد جورج المحترق مشهداً عالمياً أحرق قلوب الكثيرين.
إقرأ أيضاً: الشاب عيسى صنع من حياته ابداع!
وفي تفاصيل الحادثة، أفادت المعلومات أن "جورج أقدم على إضرام نفسه بالنار في باحة مدرسة بكفتين - قضاء الكورة، إحتجاجاً على عدم إعطائه إفادة مدرسية لنقل ابنته من المدرسة التي تدرس فيها الى مدرسة اخرى، وذلك بسبب سوء وضعه المادي وتراكم القسط المدرسي المتوجب عليه".
ونُقل جورج على إثر الحادثة الى المستشفى للمعالجة، لكنه سرعان ما فارق الحياة.
وكان شقيق جورج قد اوضح في حديث إذاعي له عبر إذاعة "صوت لبنان"، أن "جورج كان قد تعرض لاستفزازات وضغوطات كبيرة من قبل مدير المدرسة، الذي رفض تسليم جورج الإفادة لنقل أولاده من المدرسة لأنه لم يدفع المبلغ المتوجب عليه".
إقرأ أيضاً: أين وزارة مكافحة الفساد!!
"فما كان من جورج إلا أن هدد المدير بأنه إذا لم يحصل على الإفادة سوف يذهب إلى المدرسة ويحرق نفسه أمامها ورغم ذلك لم يحصل على أي تجاوب من قبل المدير" وفق ما صرح شقيقه الذي حمّل مسؤولية وفاة شقيقه للمدير.
"بدي سجل ابني بأحسن مدرسة ليتعلم!، بدي حط لي فوقي ولي تحتي المهم يتعلم"، عبارة يرددها الكثير من الأهالي طمعاً بتميّز ابنائهم، لكن هذه الأمنية لطالما تصطدم بأرقام خيالية تفرضها المدارس الخاصة على الأقساط المدرسية، ليكون الموت الحل الوحيد أمام جورج الذي لم يقبل الإستفزازات، قائلاً: "بدي احرق حالي كرمال ولادي يتعلمو".