من طرابلس إلى رومية، انطلقت عدوى تقطيب الفم تعبيراً عن الإضراب عن الطعام، تمثل أسلوب ضغط جديد على من في مكانة السلطة، ولكن هل من مجيب؟
فادي ابراهيم رعد، رجل في الخمسين من عمره أقبل على تقطيب فمه وأضرب عن الطعام إحتجاجاً على الأوضاع المأسوية التي يعاني منها بلدنا اليوم، والحرمان الذي يتعرض له أبناء أهل طرابلس، وما زال حتى اليوم يرسل التحيات والمعاناة من داخل خيمته في ساحة النور.
إقرأ أيضًا: شاء من شاء... إنها وزيرة بكل قواها
واللافت أن عدداً قليلاً من الشباب والرأي العام تضامنوا معه، والآخرين لا يلتفتون إليه، حتى أنهم يطلقون تعليقاتهم الساخرة على من ما يزعمون أنه "أهبل" ولا جدوى من "استعراضاته".
نعم، لم يعد شيئاً يؤثر بنا نحن كلبنانيين، فالعالم أجمع خطّ فينا شطباً، إلى أن أصبحنا بضمائر ميتة. ومن يقول أن الإنسانية انعدمت في دول الغرب فهو مخطىء، فتعالوا استحضروا معي موقف إنسان أحرق نفسه أو حاول الإنتحار في بعض الدول الأوروبية، كيف يتفاعل الرأي العام والجمعيات مع الضحية إلى أن يصل صوته إلى حكومته.
أما هنا، وفي طرابلس؟؟ لن يكون لكَ حق واحد. فجميع حقوق البشر غير محفوظة...
إقرأ أيضًا: علماء إسرائيل...ليسوا بالعملاء
لكن ما انتشر بسرعة الرياح، هو التسجيل الصوتي المسرب من سجن روميه، ولائحة بـ 45 اسم من السجناء "الإسلاميين" الذين أعلنوا اضرابهم عن الطعام، وشاركوا فادي بخطوة تقطيب الفم، إلا أن مطالبهم مغايرة طبعاً، فهم يريدون رفع الظلم عنهم، وتطبيق العدالة بحقهم ومعرفة مصيرهم المجهول داخل السجن.
واللافت في عريضة الأسماء والتواقيع المسربة للسجناء، تعدد طائفي ما بين "طوني" و"حسن" و"شكري". فمن المضحك أن نرى الإتفاق الطائفي بين ما نعتبرهم مجرمين في المجتمع، ومن يمثلنا على الكراسي بأصواتنا لا اتفاق بينهم حتى على أبسط الحقوق، فما حقيقة هذه الإضرابات؟ وهل هم من المجرمين الإسلاميين فعلاً؟