يزور وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف لبنان يومي الأحد والاثنين المقبلين، وينتظر أن يلتقي عدداً من المسؤولين اللبنانيين، في مقدمتهم رئيس الجمهورية ميشال عون، كما سيلتقي أمين عام «حزب الله» حسن نصر الله. وتأتي هذه الزيارة بعد نحو 4 أيام من تجديد نصر الله عرضاً إيرانياً بالاستعداد لإعطاء لبنان السلاح والمال، إضافة إلى قدراتها، التي لم يحددها. وأفاد مصدر دبلوماسي لبناني أن زيارة ظريف إلى بيروت كانت مقررة أصلاً لشرح موقف بلاده من الصراع مع الولايات المتحدة، وأن أي هجوم أميركي على المواقع الإيرانية سيرد عليه بعنف، وهنا يلتقي مع ما كان قد طرحه نصر الله «من أن أي حرب على إيران سنكون جزءاً منها» على حد تعبيره.
وأشار المصدر إلى أنه ينتظر أن يتطرق ظريف خلال المحادثات الثنائية مع المسؤولين الذين سيلتقيهم، وهم رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، ووزير الخارجية، إلى عرض مساعدة الجيش اللبناني بمنظومة دفاع جوي إيراني، بحيث يصبح وفقاً لتعبير نصر الله «أقوى جيش في المنطقة».
وسألت «الشرق الأوسط» وزير الدفاع الوطني إلياس بو صعب، الذي عاد من واشنطن أمس، فأكد «أنه لم يطلع بعد على ما ورد في خطاب نصر الله، وليس أمامي أي مشروع بهذا الصدد للإجابة على السؤال». وأضاف: «على أي حال، أنا مع كل ما يساعد على تسليح الجيش إذا كان بحاجة إليه».
وكان عرض التسلح الإيراني قد طرح رسمياً على لبنان، وزار وزير الدفاع الأسبق سمير مقبل طهران في 19 أكتوبر (تشرين الأول) 2014، واطّلع على مصانع السلاح، وبحث في الهبة الإيرانية لـ«محاربة الإرهاب وتحديداً تنظيم داعش»، وطلب الجانب الإيراني من مقبل تسجيل ما يحتاجه الجيش لتؤمن له طهران ذلك. وقدم وزير الدفاع تقريراً إلى مجلس الوزراء، وانتهى الحديث عنه بعد أن هددت الولايات المتحدة الأميركية لبنان بوقف برنامج التسلح والتدريب للجيش اللبناني. ويتوقع وزير مطلع على هذا الملف في حال كرر ظريف طرح بلاده المساعدة العسكرية على لبنان أن يتريث المسؤولون اللبنانيون في الرد.
وأضاف الوزير أن ظريف قد يجدد عرض بلاده لتأمين الطاقة الكهربائية للبنان، وهذا ما تناوله نصر الله في خطابه الأربعاء الماضي، عندما قال إن طهران يمكن أن تؤمن ما ينقص لبنان من تيار كهربائي في أقل من سنة وبأسعار متدنية.