نشرت صحيفة "ألموندو" الإسبانية تقريرا تناولت فيه الأزمة السياسية في فنزويلا، وتحدثت فيه عن الجهات التي لا زالت متحالفة إلى حد الآن مع الرئيس نيكولاس مادورو.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن "التشافيزية هي مثال على ثورة متناقضة أبطالها قادرون على الإبحار حتى إذا كانت سفنهم على وشك الغرق لكنهم عازمون على عدم التخلي عنها، بغض النظر عن الخسائر".
وبينت الصحيفة أن مادورو "يقاوم متخفيا خلف جنرالاته والدعم الذي يتلقاه من قبل مجموعة قوية من الدول التي لا تزال تقدم له يد المساعدة لحماية أعمالها وشركاتها في فنزويلا التي تبلغ قيمتها ملايين الدولارات".
وتضيف: "من جهة أخرى، لم تقلل موجة الدعم الأوروبي التي تلقاها الاثنين خوان غوايدو من حجم تعاطف حلفاء مادورو الخارجيين معه في الوقت الذي يواصل فيه الشركاء والمؤيدون الداخليون دعمهم له في وضع بات حرجا للغاية".
وذكرت أن من بين الجهات التي لا زالت تساند مادورو إلى حد اللحظ "هيئة الأركان العليا والقيادة العليا في الجيش الفنزويلي، حيث من الواضح أن القيادة العسكرية ترافق مادورو، الذي كان اليد اليمنى لهوغو تشافيز، في جميع عروضه العسكرية، نظرا لأنها تمثل المستفيد الأكبر من النموذج الاقتصادي الحالي، فضلا عن كونها المسؤول الرئيسي عن استيراد وتوزيع المواد الغذائية والأدوية والمنتجات الأساسية".
وأوردت الصحيفة أن "التحالف الذي أقامه فيدل كاسترو، حتى قبل فوز هوغو تشافيز في الانتخابات الرئاسية لسنة 1998، لا زال يتمتع بنفس القدر من القوة، ونتيجة لذلك، تعمل الاستخبارات الكوبية على حماية مصالحها الفنزويلية، بما في ذلك المصالح الاقتصادية، إذ من المنتظر أن يصل الأطباء الكوبيون إلى فنزويلا بعد أن غادروا البرازيل".
الحزب والميليشيات
وأضافت أن مادورو "يحظى كذلك بدعم الحزب الاشتراكي الموحد الفنزويلي والشبكات المجتمعية والمليشيات. فعلى الرغم من الضعف الملحوظ في صفوف أنصار التشافيزية الشعبية، إلا أن الحركة لا تزال متحدة من خلال شبكاتها المتواجدة في جميع بلديات فنزويلا، بينما يهدف مادورو إلى تعزيز قوة الجيش والحرس الوطني وتنظيمهم من خلال 50 ألف هيئة تقريبا".
وعن الدول التي تدعم الرئيس الفلنزويلي، قالت الصحيفة إن "روسيا والصين وتركيا، من البلدان التي لا زالت تقدم دعمها لمادورو، حيث صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف عن دعم موسكو لحليفها بالقول: نعلم جيدا أن الوضع مثير للقلق نتيجة الانتهاك الصارخ لمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة".
وتلفت الصحيفة إلى أن "موسكو لا تزود القوات المسلحة لكاراكاس بالسلاح فحسب، بل بالمقاتلات الجوية التابعة لشركة "سوخوي" الروسية أيضا، كما ترسل لها القنابل الذرية. بالإضافة إلى ذلك، تعد شركات النفط الروسية أكبر المستفيدين من افتتاح حزام أورينوكو النفطي في فنزويلا".
أما عن الصين، فتقول الصحيفة إن بكين "تعتبر الشريك التجاري الرئيسي الآخر لكراكاس، الذي يتلقى الكثير من براميل النفط منها. علاوة على ذلك".
وبخصوص تركيا توضح الصحيفة أن "الصداقة الجديدة بين كراكاس وأنقرة ولدت مؤخرا نتيجة الحاجة إلى شراء الغذاء بتكلفة منخفضة وبيع الذهب الذي يُستخرج من قوس التعدين الفينزويلي أو "أركو مينيرو".
قوات شبه عسكرية
وأوضحت الصحيفة أن "القوات شبه العسكرية" تمثل الجناح المسلح للثورة والوحدات الموالية لمادورو، فقد شاركت مجموعات أنصار التشافيزية الشهيرة بصفة مباشرة في قمع امتد بين سنة 2014 و2017. وبصرف النظر عن الولاء الثوري، هذه الجماعات هي التي تدير الأعمال التجارية المربحة بسبب قربها من السلطة".
وتضيف: "يعد زعيم منظمة "لا بيدريتا"، فالنتين سانتانا، أحد الوجوه التي تمكنت من الإفلات من العقاب، وهو يتعاون مع الوزراء ورؤساء البلديات على الرغم من برقيتيْ التفتيش الصادرة ضده".
وأفادت الصحيفة أن "القطاعات البرجوازية الجديدة ورجال الأعمال المؤيدين للتشافيزية يعانون بدورهم من الحصار الذي فرضته السلطات القضائية في الولايات المتحدة وإسبانيا، لكنهم لا زالوا يمثلون جماعات الضغط الكبرى للثورة، ولذلك، يعتمد هؤلاء على ثرواتهم الهائلة التي جمعوها على امتداد 20 سنة تقريبا من التشافيزية، حيث تم تحويل أكثر من 400 مليار دولار منها، وفقا للبرلمان".
جماعات حرب العصابات
وأضافت الصحيفة أن مادورو حظي أيضا بتأييد جماعات حرب العصابات. فقد حل جيش التحرير الوطني محل القوات المسلحة الثورية الكولومبية. وقد وجد أفراد الجيش والعديد من قادته الرئيسيين في المنطقة الحدودية مع فنزويلا ملاذا لأعمالهم، بما في ذلك المسؤول عن الهجوم في بوغوتا، الذي أودى بحياة 21 من طلاب الشرطة، والذي سافر في عديد المناسبات إلى فنزويلا ليدربهم في التعامل مع المتفجرات. كما ندد البرلمان علنا بأن قوات جيش التحرير الوطني يقومون بمهام المراقبة في مناجم الذهب في قوس التعدين الشهير".
وتختم الصحيفة بالقول إن دولتي بوليفيا ونيكاراغوا من الجهات المؤيدة لمادورو، فيما تزيد هزيمة المرشح الرئاسي لجبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني في السلفادور من تفاقم العزلة القارية لمادورو، التي تعتمد اليوم على إعادة انتخاب الرئيس البوليفي إيفو موراليس ومقاومة رئيس نيكاراغوا دانييل أورتيغا".