دخلت الوزيرة ريا الحسن إلى مبنى الوزارة قبيل مراسم التسلّم والتسليم بينها وبين الوزير نهاد المشنوق، لتكون بذلك رسمياً أول إمرأة تستلم حقيبة وزارة الداخلية
لم تغفل الحسن في كلمتها ما تعانيه النساء حيث قالت: “سأتشدد في معاقبة الجرائم وملاحقتها لا سيما التي تتعلق بالتعنيف الاسري وهنا اريد ان اطلب من كل امرأة معنفة ان تتذكر انه يجب على كل مخفر في كل قرية حمايتها وانا سأتشدد مع قوى الامن في هذا الموضوع”.
وفي الآتي، نص كلمة الوزيرة الحسن:
“التحدّي أن أكون على قدر المهمة التي اوكلني اياها الرئيس الحريري الذي وضع ثقته بي وحملني مسؤولية كبيرة.
التحدي لانني اتسلم المسؤولية من سلف بمقام الصديق الوزير نهاد المشنوق الذي ترك بصمة كبيرة في الوزارة وانجز الكثير خصوصا في موضوع تكريس الامن والانتخابات النيابية.
من هذا المنطلق، ولانني من تيار سياسي اؤمن ان الحكم استمرارية، سأنطلق من الملفات التي بدأ بها الوزير، وسأسعى ان يكون لي فيها بصمة خاصة ايضا.
بدأت اعمل على خطة عمل انطلاقا من هواجسي كمواطنة ومسؤولة والتي هي هواجس كل مواطن لبناني.
هذه الخطة تتضمن الاولويات التالية:
-في الموضوع الامني: لقد بذل جهد كبير في السنوات الاخيرة لتحسين الوضع وتثبيت الاستقرار، والحمد لله، يرتبط في الوزارة مديريتا الامن الداخلي والامن العام ويتسلمهما اثنين من المديرين العامين المعروفين بكفاءتهما ومناقبيتهما. وكل العمليات الاستباقية التي حصلت وتحصل جعلت الوضع الامني ان يصل الى مرحلة مهمة من الاستقرار.
من هذ المنطلق، سأعمل على تعزيز التعاون بينهما من ضمن خطة سأحضرها واطرحها قريبا لضمان استمرارية التنسيق بين كافة القوى العسكرية والامنية وسنعمل على تطوير آلياته كعامل اساسي للاستقرار الامني في البلد. واشير هنا الى ان الامن لا يتعارض مع احترام حقوق الانسان وحرية التعبير لانها امر فوق كل اعتبار بالنسبة لي.
– في موضوع السير، لقد اضحى من الضرورة الملحة التشدد في تطبيق القانون لجهة قمع المخالفات وتخفيف حوادث السير المميتة التي تخطف كل يوم احد من اولادنا وشبابنا. ولا يجب ان ننسى بعض الاجراءات البسيطة لتسهيل حركة المرور وتخفيف زحمة السير التي لها تكلفة اقتصادية كبيرة جدا، اضافة الى استنزاف اعصاب اللبنانيين كل يوم.
ومن هذه الاجراءات ازالة العوائق والجدران الاسمنتية وغيرها من الحواجز، وهنا اريد ان اقول لكم انني سأكمل ما بدأناه بالامس من هنا من وزارة الداخلية ولان شرطة السير التي هي جزء اساسي لهذه المنظومة سأبذل جهدي لتنشيط دورها وتنشيط عمل السلامة المرورية. لان شرطة السير هي التي تعكس صورة هيبة الدولة، وهي التي يراها المواطن كل يوم ويفترض ان تظهر له الصورة الفضلى عنها.
ومن ضمن الخطة، سأسعى لتكثيف العلاقة مع المجتمع المدني وزيادة التنسيق معه، لانني اعتبر ان التعاون مع المجتمع المدني هو جزء اساسي من رؤيتي لعمل ووظيفة الداخلية.
– في موضوع قانون الانتخاب، سنقيم التجربة الاخيرة ونرى ان كان هناك امكانية لاقتراح تحسينات كي يمارس الناخب حقه الدستوري بطريقة افضل واسهل لانه هو مصدر السلطات، وايضا كي نشجع الذين امتنعوا عن الانتخاب ان يمارسوا هذا الحق ونرفع بذلك نسبة المقترعين التي كانت في الدورة السابقة اقل من خمسين في المئة. وكل هذا سيكون من ضمن مشروع سأطرحه على مجلس الوزراء مستقبلا.
– لقد كان لدي تجربة في التنمية خصوصا في الملف الذي كنت مسؤولة عنه في طرابلس، واعرف اهمية التعاون مع البلديات لتمكينها ومساعدتها ودعمها لايجاد حلول للمشاكل التي يواجهها المواطن يوميا.
– أود الآن ان اطلعكم على عنوان رؤيتي لتحسين علاقة المواطن مع وزارة الداخلية، وهي تستهدف تبسيط ومكننة المعاملات اليومية من ضمن استراتيجية الدولة لتطبيق الحكومة الالكترونية. وربما بهذه الطريقة نخفف من معاناة المواطن بكل انواعها، وهذه الرؤية سنشرحها بالتفصيل في الوقت المناسب.
اريد ان اطلب من كل امرأة معنفة ان تتذكر انه يجب على كل مخفر في كل قرية حمايتها وانا سأتشدد مع قوى الامن في هذا الموضوع.
– إن أهم واصعب ملف هو ملف السجون، وهو ليس مسألة انسانية فقط انما يعكس صورة لبنان في الخارج ومدى احترامنا لحقوق الانسان، نحن ننسى احيانا ان الهدف الاساسي من السجن هو اعادة تأهيل السجين ليصبح عضوا فاعلا في مجتمعه. اليوم هناك بعض السجون لا تملك ادنى المقومات لتوفير حياة كريمة للسجين، ولهذا نحن سنسعى لايجاد مصادر تمويل لانشاء سجون جديدة لتغيير واقع السجون ومع اجراء الاصلاحات المطلوبة حتى نصون حقوق السجناء وكرامتهم وسلامتهم.
– اقول لعناصر الدفاع المدني انني سأعمل كل جهدي حتى تتمكنوا من اسعاف ومساعدة الناس الذين هم بحاجة اليكم بأفضل الطرق الممكنة وهذا الشيء لا يتحقق اذا كنتم غير مرتاحين.
– سأتشدد في معاقبة الجرائم وملاحقتها لا سيما التي تتعلق بالتعنيف الاسري وهنا اريد ان اطلب من كل امرأة معنفة ان تتذكر انه يجب على كل مخفر في كل قرية حمايتها وانا سأتشدد مع قوى الامن في هذا الموضوع.
– أود ان تسمعونني جيدا، سأتشدد وضعوا خطا تحت اتشدد بمسألة اطلاق النار والسلاح المتفلت وهذا موضوع بحاجة الى تعاون كبير من مجلس الوزراء وتحديدا من وزارة الدفاع بالاضافة الى الاحزاب والقوى السياسية. وانتم الاعلاميون ستكونون معنا يدا واحدة حتى نتخلص من هذه الظاهرة الخطيرة.
قدم العمل والانجاز على الظهور الاعلامي، سأكون كما عرفتموني شفافة ومتعاونة معكم، وايضا كما عرفتموني احب ان تتحدث عني اعمالي اكثر من ان اتحدث انا عن نفسي
– أما في الموضوع البيئي، وصلنا الى درجة سيئة ومتدهورة كثيرا وهي تؤثر سلبا على صحتنا وصحة اولادنا. وانا هنا سأعدكم انني سأتعاون مع وزارة البيئة ووزارة الطاقة والمياه ووزارة العدل للتشدد بتنفيذ كل القرارات لوقف اي نوع من انواع التلوث او التعدي على الموارد الطبيعية، لان الوضع لم يعد يحتمل.
أريد أن أختم كلمتي بشكر واعتذارين. شكر لروح الشهيدين باسل فليحان ومحمد شطح اللذين آمن بهما الرئيس الشهيد رفيق الحريري واللذين كانا من أهم الداعمين لمسيرتي المهنية في الحقل العام واعدهم انني سأمشي على خطاهما.
اما الاعتذاران، فالاول للاقربين قبل الابعدين، لا تحرجوني وتحرجوا انفسهم بطلبات تدخل بنظام الزبائنية التي تعودها الكثر في البلد، والاعتذار الثاني من الاعلاميين، انتم تعرفونني من ايام وزارة المال، اقدم العمل والانجاز على الظهور الاعلامي، سأكون كما عرفتموني شفافة ومتعاونة معكم، وايضا كما عرفتموني احب ان تتحدث عني اعمالي اكثر من ان اتحدث انا عن نفسي..
اردت اليوم ان اضع عناوين ورؤوس اقلام لرؤيتي ومشروعي في وزارة الداخلية، وأطلب واتمنى عليكم كأعلام ورأي عام ان تحاسبوني بناء على هذا المشروع وهذه الخطة، وان تتوقف عملية المحاكمة على النايات والشائعات”.