في ظل توتر الأوضاع الإقليمية والدولية في المنطقة وارتباط الوضع اللبناني بها، وبعد تشكيل الحكومة اللبنانية التي كانت حاجة ملحة لدى دول الغرب، يبدو أن لبنان دخل مرحلة جدية من الرقابة الدولية، بحيث باتت المفوضية الاوروبية والامم المتحدة، تتابعان أي تطور يحصل في لبنان منذ لحظة تأليف الحكومة.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر ديبلوماسية نقلاً عن صحيفة "الجمهورية"، انّ "سفارات الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا، بالاضافة الى المفوضية الاوروبية والامم المتحدة، تتابع أي تطور يحصل في لبنان منذ لحظة تأليف الحكومة".
مضيفةً انّ "الرقابة الدولية على لبنان ستكون هذه المرة جدّية لأنّ الوضع اللبناني زاد ارتباطاً بحالة التوتر السائدة في المنطقة، ولأنّ الولايات المتحدة الاميركية دخلت وإسرائيل في مرحلة جديدة من النزاع الذي لا أحد قادر بعد على تحديد مساره النهائي: هل ينتهي الى تسوية ام الى عمل عسكري؟".
وفي المقابل، أشارت مصادر اوروبية نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط"، أن "واشنطن حرصت على تمرير رسالة إلى من يعنيهم الأمر؛ وهذا ما قصدته عندما أرادت أن تربط ترحيبها بحالة من الحذر، وبالتالي أرادت واشنطن من خلال موقفها الذي تراوح بين نصف ترحيب ونصف حذر تأجيل حكمها النهائي إلى ما بعد التأكُّد من أن "حزب الله" ومن خلاله "محور الممانعة" بزعامة إيران لا يفرض سيطرته على الحكومة، ويأخذها إلى خيارات تهدد الاستقرار فيه".
ورأت المصادر ذاتها، أن الموقف الأخير لـ"حزب الله" بلسان أمينه العام السيد حسن نصر الله، يتجاوز الرد على اتهام رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو الحزب بالسيطرة على الحكومة اللبنانية الجديدة إلى "تبرئة ذمته" لجهة تأكيده بأن وزير الصحة جميل جبق لا ينتمي إلى الحزب، وأنه سيعمل في الوزارة من أجل كل اللبنانيين".
ومن جهة أخرى، أشارت المصادر، إلى أن "الزيارة التي كان ينتظر أن يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان لن تحصل على وجه السرعة، وإنما في النصف الثاني من العام الحالي".