أجل هذه الحكومة، كما هي تماماً، تستطيع أن تحقق ما يدخل في خانة المعجزات، والانجازات التي لم تستطع الحكومات السابقة الاقتراب منها.
لا عجائب ولا غرائب في الوقائع اللبنانية. بل هي جملة من الواجبات والخدمات تجاه جملة من التقصيرات والاهمالات أصيب بها لبنان واللبنانيون جرّاء الإهمال العادي من جهة، والإهمال المعقَّد من جهة أخرى، الإهمال المقصود من الجهات الأربع.
لقد حصل لبنان خلال سنة أو سنتين على ما لم يعرف مثيلاً له خلال حروب الخمس عشرة سنة: براً وبحراً. سهولاً وجبالاً. ثماراً وزرعاً. أما عن الاشجار بكل أسمائها وأنواعها، فحدِّث ولا حرج.
حتى الأحراج في أعالي الجبال بلغتها الاصابات بالجملة وفي مجمل الجبال والوهاد. وكثيراً ما كانت الرخصة جاهزة بهذه اليد فيما الفراعة في اليد الأخرى.
لقد بدت جبال لبنان ومرتفعاته بكاملها قرعاء، محلوقة الرأس والجوانب والحنوات. وكأنما تعرضت جميعها لحرب جبلية بصورة خاصة، استهدفت “تقريع” كل السلاسل الشهيرة، والتي تستقبل عادة مواسم الثلج كما مواسم الثمار بأنواعها المختلفة…
بديهي أن يكون كلامنا اليوم في هذا المجال، وعن هذه الفظاعات، موجهاً الى الوزير أو الوزيرة المختصة، فلعلَّ وعسى. او الى الجميع.
وهكذا الأمر بالنسبة الى “مأساة الزبالة” التي تحوّلت الى مجموعة من الأمراض المنتشرة في مختلف المناطق، من فقش الموج لمرمى الثلج.
وهذا ما حصل إبان وجود الحكومة السابقة، حيث انفجر شرش الحياء في الكثيرين من صيادي الفرص والمناسبات.
وما نتحدَّث عنه في هذا المجال لا يغطّي بمجمله أكثر من الاشارة للحكومة الجديدة. فالواقع يقول لمن يصل الى حيث هذه المصائب إن في الأمر وواقع الحال كارثة لم يسبق للبنانيين أن عرفوا مثيلاً لها.
في استطاعة هذه الحكومة، التي أعاد تأليفها الأمل الى النفوس والعقول والقلوب، أن تحقق وتنجز الكثير الكثير مما تلهَّى عنه الوزراء المسؤولون في الحكومات السابقة، وربما على مدى سنوات مكدَّسة.
المهم الآن، لا ما كان من قبل، ولا ما نطمع اليه في المستقبل. الآن مَنَّت علينا الظروف الكريمة بحكومة مشكَّلة من مختلف الفئات، كما تضم 19 وزيراً جديداً، وفريقاً من الوزراء الشباب والوزيرات الشابات.
ليس صحيحاً أن الناس، هنا أو هناك، حالوا دون معاقبة مرتكبي المخالفات الضخمة في كل الأصقاع وكل الحقول. انما هو الكسل، أو التردّد، أو الابتعاد عن “المشاكل”، أو طلب الراحة للذات، أو لأسباب معروفة وأخرى مجهولة.
فلبنان الأخضر، لبنان الذي كان نظيفاً ومؤهَّلاً كالثلج في الماضي من السنين والأيام، أصبح اليوم أقرع ومليئاً بالأوساخ والزبالة والفضلات، كما لو أنه مهجور، أو محكوم عليه، على رغم طبقات الثلج وانتشارها.
الردُّ على الكيْل بكيْلٍ مماثل، والنزول الى ساحة الانتاج والعمل الجاد هو المطلوب. وهو الذي يعيد الى اللبنانيين لبنان الأخضر.
فهلموا وسجلوا مأثرة العمر.