فتح الرئيس الامريكي دونالد ترامب بابا جديدًا للنقاش بين إيران والعراق بتصريحاته المفاجئة قبل يومين عند ما أعلن عن قراره بابقاء قواته في العراق لمراقبة إيران.
وأظهر ترامب بكل صدق أنه لا يقدر على إخفاء نواياه والتعويم والتزام السرية إلا فيما يتعلق بعلاقاته الخاصة مع المومسات، وأما فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والقرارات الحاسمة التي تتطلب السرية في كثير من الأحيان فإنه لا يقدر على التكتم.
بعد زيارة تفقدية قام بها ترامب عشية رأس السنة الميلادية وخلال شهر كانون الثاني دارت نقاشات محتدمة حول القواعد العسكرية الأميركية في العراق ومفاعيلها المستقبلية بعد انسحاب الولايات المتحدة من سوريا.
وحاولت السلطات العراقية تطمين الإيرانيين بأن أنشطة تلك القواعد ليست موجهة ضد إيران ولكن تبين من خلال تصريحات الرئيس ترامب الأخيرة أن قلق الإيرانيين كان مبررًا ومعقولًا وأن هناك مخططًا أمريكيًا لفرض الحصار الأمني على إيران وربما استخدام تلك القواعد العسكرية لضرب إيران بجال حدوث مواجهة عسكرية بين إيران وأمريكا.
إقرأ أيضًا: كيف يُسوق الإتحاد الأوروبي لـ «اينستكس»؟
ولكن يبدو أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه النوايا الأمريكية وستستخدم جميع طاقاتها من أجل إنهاء التواجد العسكري الأمريكي في العراق عبر قنواتها الدبلوماسية والعسكرية، خاصة أن هناك خبرة عسكرية إيرانية في القضاء على داعش وتطهير العراق من الدواعش.
وفي هذا السياق يبدو أن زيارة السفير السابق حسين أمير عبداللهيان للعراق الاثنين والثلاثاء من الأسبوع الجاري تحمل أكثر من دلالة.
وفي التفاصيل، فإن وكالة أنباء مهر الإيرانية أفادت اليوم أن عبد اللهيان الذي يشغل حاليا منصب مستشار رئيس البرلمان الإيراني بعد اقصائه من وزارة الخارجية يزور حاليًا بغداد حيث التقى عددًا من المسؤولين العراقيين رفيعي المستوى، وأضاف الموقع أن عبد اللهيان شارك في مؤتمر أقيم برعاية الرئيس العراقي برهم صالح بفندق الرشيد في بغداد كضيف شرف.
سبقت زيارة عبد اللهيان المفاجئة لبغداد، تصريحات الرئيس برهم صالح بأن الرئيس الأمريكي لم يستأذن العراق لاستخدام تلك القواعد من أجل مراقبة إيران وعلى الولايات المتحدة أن لا تتابع أولوياته بهذا الشأن.
إقرأ أيضًا: ظريف يستهزئ بالولايات المتحدة
بغض النظر عن الرسالة التي تحملها زيارة عبداللهيان المقرب جدا من الجنرال قاسم سليماني، فإن الزائر هو نفسه يمثل أكثر من رسالة إنذار للحكومة العراقية واالرئيس ترامب.
إن عبداللهيان يعتبر الوجه الدبلوماسي لفيلق القدس التابع للحرس الثوري وتلك الحقيقة ينبغي التوقف عندها جدًا.
إن الذين أجبروا الرئيس بوش على مغادرة العراق، هل أصبحوا ضعفاء لدرجة يتيحون الفرضة للرئيس ترامب حتى يعود إلى قواعده التي تم تشغيلها مؤخرًا تحت ذريعة مكافحة داعش، ويستخدم تلك القواعد وقواتها لمراقبة إيران أو على الأصح لضريها؟
لا شك في ان إيران ستتخذ تصريحات ترامب بعين الاعتبار لإعادة النظر في علاقاتها مع العراق.