أعاد مقتل الرقيب أول في قوى الأمن الداخلي حسن حاتم المصري (37عامًا) قبل يومين في زحلة في جريمة ثأرية على يد أفراد من عائلته، واقع العشائر في لبنان ولا سيما في منطقة البقاع، حيث لا سلطة تعلو فوق سلطة هذه العائلات.
وفي التفاصيل، "في 3 شباط، قضى المصري ابن حورتعلا على الطريق الذي يَصِلُ بين دير زنون والمدينة الصناعية في زحلة بالقرب من سجن زحلة، حيث أطلق عدد من أقاربه الرصاص عليه أثناء وجوده بسيارته من نوع شيروكي وأَلقوا قنبلة يدوية ما أدى إلى اشتعال النار في السيارة ووفاته احتراقًا، وذلك بسبب خلاف وقع قبل 3 سنوات على حدود أرض بين حسن وأفراد من عائلته من جهة، وعلي شوقي المصري من جهة أخرى، انتهى بمقتل الأخير، بحسب ما أفادت به صحيفة النهار".
إقرأ أيضًا: إلى اللبنانيين.. تعرفوا على وزراءكم الجدد
الثأر في منطقة بعلبك - الهرمل
من عادات عشائر بعلبك - الهرمل بكل أطيافها الحرص على الأخذ بالثأر، حيث وجب دفاعًا عن الحرمات وحفظًا للكرامة، ويستهين كل منها بالموت من أجل ثأرها والحفاظ على كيانها أمام العشائر الأخرى.
فهي عادة موروثة تكمن في الغرائز والسلوكيّات، لا يفهمها سوى الذين ولدوا وعاشوا في المجتمعات المغلقة التي تولي التقاليد أهمية كبيرة، ومن تخلّى عن هذا التقليد يُصنَّف في بيئته كجبان لا يملك الشرف والرجولة.
إقرأ أيضًا: أرقام مخيفة عن الإنتحار... في كل 60 ساعة ينتحر لبناني
لمن المؤكد لدى العشائر أن قتل القاتل شيء لا ينكره عرف ولا عقل، لكن المعيب هو قتل غير القاتل، فقد أفادت صحيفة "النهار"، أن "الرقيب حسن لا ذنب له بجريمة قتل علي، بل أقرباؤه هم من تورّطوا بذلك، لكن عائلة المختار لم تستطع الثأر من قتلة ابنها ولم تجد أمامها سوى الشاب الأدمي".
إذًا، من المعروف أن "الثأر نقطة دم لا تتعفن ولا تسوس"، أي أن دم القتيل لن يهدر مهما طال الزمن، وبات انتشارها عادة توارثتها الأجيال، ولكن ماذا عن السلاح المتفلت، وضرب هيبة الدولة كل يوم؟!