بعد مضي يومين على إعلان تدشين القناة المالية "اينستكس" دعا الاتحاد الأوروبي الإثنين إيران إلى التوقف عن تطوير قدرات صواريخها الباليستية كما أعرب عن قلقه من تدخل إيران العسكري واستمرار تواجد قواتها في سوريا، وذلك خلال البيان الذي أصدره الاتحاد الأوروبي فيما يخص علاقاتها مع ايران، وجاء في البيان نفسه ان الاتحاد الأوروبي ينوه إلى تبني مجلس الأمن الإتفاق النووي عبر قراره رقم 2231 بالإجماع.
وأضاف البيان أن "الإتفاق النووي لا يزال حيًا رغم الإنسحاب الأمريكي الأحادي الجانب منه العام الماضي"، موضحًا أن "إيران تلتزم التزامًا كاملًا بمتطلباته وفقًا للتقارير الـ 13 الصادرة من قبل المنظمة الدولية للطاقة الذرية والتي كان آخرها التقرير الصادر في 12 تشرين الثاني 2018"، وطالب البيان "إيران العمل على دعم العملية السياسية في سوريا تحت راية الأمم المتحدة واستخدام نفوذها على دمشق لهذا الغرض".
وفي حين تحرص حكومة الرئيس روحاني على التركيز على الجوانب الإيجابية التي يتضمنها البيان، يؤكد معارضو روحاني ومنافسوه على التقليل من أهمية القناة المالية التي دشنتها الدول الأوروبية الثلاث تحت عنوان "اينستكس" التي سيتم تطبيقها بعد شهور.
إقرأ أيضًا: ظريف يستهزئ بالولايات المتحدة
وتقول مصادر دبلوماسية إيرانية أن "اينستكس" قناة مالية تخص الغذاء والأدوية وهي تختلف عن قناة "اس بي وي" التي أقرها الإتحاد الأوروبي وتشمل التبادل التجاري الواسع.
وجاء الرد الصريح من قبل المحافظين على لسان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام صادق لاريجاني الذي يجهل أو يتجاهل حقيقة الفرق بين "اينستكس" و "اس بي وي" قائلًا: "بعد 9 اشهر من المماطلة والتفاوض أنشأ الأوروبيون آلية محدودة .. للغذاء والدواء فقط"، وأضاف: "لن تقبل إيران أبدا هذه الشروط الغربية والمهينة الخاصة بالإنضمام إلى الآلية التجارية والمفاوضات بشأن برنامجها الصاروخي".
هذا وأن الإتحاد الأوروبي لم يشترط شيئًا وإنما طلب من إيران إيقاف مشروعها لتطوير الصواريخ وأداء دور إيجابي في المنطقة.
وفي المقابل، أكد سفير روحاني في لندن "على إيجابيات اينستكس"، وأنه "تم التخطيط لها من أجل جميع المبادلات التجارية وانها في الخطوة الأولى تسهل تبادل الغذاء والدواء والسلع الأساسية".
إقرأ أيضًا: اوروبا تتحدى واشنطن
من جهة أخرى، ان تدشين آلية "اينستكس" يعكس الإرادة الأوربية لإنقاذ الاتفاق النووي إلا أن تسارع الإتحاد الأوروبي لقطف ثمارها قبل أوان وقتها يعرض تلك الآلية وذاك الاتفاق إلى أخطار.
ولهذا فإن إيران هي التي يحق لها أن تطالب الطرف الآخر بقبول المسؤولية والعمل بموجبها، وان إيران تستحق أن تتمتع بثمار التزامها بتعهداتها قبل الدخول في تفاصيل لا صلة لها بالإتفاق النووي.
إذًا، ان الرئيس روحاني دفع تكاليف باهظة على إنجاز الإتفاق النووي ثم على البقاء فيه حيث أنه اتهم من قبل المتشددين بالخنوع والتساوم أمام أمريكا وتلقي الإذلال.
فهل يترك الإتحاد الأوروبي هذا الرئيس المعتدل وحيدًا أمام خصومه ومعارضيه المتشددين في إيران أو سيعملون من إنقاذ الإتفاق النووي الذي يساوي إنقاذ الرئيس روحاني وحكومته؟