سألت مصادر لبنانية أمس، عما إذا كان تشكيل الحكومة سيؤدي بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيارة بيروت هذا الشهر، أم لا، تلبية لدعوة نظيره اللبناني ميشال عون، وهو الذي كان أبلغ المسؤولين اللبنانيين في أكثر من مناسبة أن لا زيارة له للبنان ما دامت الحكومة لم تشكّل.
ولم يتلقَ القصر الجمهوري في بعبدا حتى الآن بعد مرور 4 أيام على تشكيل الحكومة أي جواب من قصر الإليزيه بالتأكيد على موعد الزيارة الرسمية لبيروت أو تأجيلها مرة أخرى.
وفي المعلومات المتوافرة من قصر الإليزيه أن الرئيس ماكرون يلغي قدر المستطاع في الوقت الحاضر الزيارات إلى الخارج في ظل انصرافه إلى معالجة مطالب المتظاهرين من أصحاب «القمصان الصفر».
إلا أن دوائر قصر بعبدا تنتظر ما ستتبلغه من باريس في هذا الشأن مع الإشارة إلى أن أي مفرزة سبّاقة فرنسية لتنظيم الزيارة كما تجري العادة مع كل زيارة رسمية لأي رئيس جمهورية لم تأتِ إلى بيروت للتنسيق مع الجانب اللبناني بروتوكولياً وأمنياً، حتى أنه لم تتبلغ عن مجيئها حتى الآن ولم يعد يفصل عن موعد بدء الزيارة المتفق عليه سوى أيام معدودة.
ودعا مسؤول بارز إلى عدم التكهن بحصول الزيارة أو تأجيلها، لأن الحكومة لم تنَل ثقة مجلس النواب بعد، ومن هنا الدعوة إلى الطلب من اللجنة الوزارية المكلفة بوضع مسودة البيان الوزاري الإسراع في إنجازها والاعتماد على بيان الحكومة السابقة وتلخيصه.
ويتجنب المسؤول الكلام عما إذا كانت هذه الزيارة ستحصل في موعدها، أم لا. علماً الموعد الرسمي القائم حتى الآن هو أن تتم في 11 أو 12 أو 13 أو 14 من الشهر الحالي.
وأشار المسؤول عينه إلى الأهمية التي يعوّل عليها كل من الرئيس عون والرئيس سعد الحريري على زيارة ماكرون إلى لبنان لأنها ستعطي دفعاً قوياً للبدء في تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» وورش العمل الكبرى التي ستبدأ في شتى مجالات البنى التحتية والعدد الكبير من العاملين فيها، مع التذكير بأن سيد الإليزيه كان وراء «سيدر» ومقرراته، إضافة إلى أن جهوده امتدّت إلى مقررات مؤتمري بلجيكا وروما لمساعدة لبنان.
وبانتظار ما سيبلغه قصر الإليزيه عن زيارة ماكرون سيزور رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي لبنان خلال الساعات الـ72 المقبلة، وهي كانت أصلاً مقررة لتفقد القوة الإيطالية العاملة في عداد «اليونيفيل»، ولكنه سيغتنم الفرصة للتعبير لكل من رئيس الجمهورية ورئيسي مجلس النواب والحكومة عن تأييد بلاده لتشكيل الحكومة ويعتبره «تطوراً إيجابياً»، وفقاً لمصدر دبلوماسي إيطالي رأى: «إن الحكومة الجديدة ستوفر الاستقرار السياسي والأمني، ما سيعبّد الطريق أمام معالجة الوضع الاقتصادي. وسيتطرق المسؤول الإيطالي إلى مؤتمر روما لمساعدات للقوات النظامية اللبنانية، وسيتوسع الحديث ليشمل مؤتمر «سيدر». وسيكون كونتي أول مسؤول أجنبي وتحديداً أوروبي، يزور بيروت بعد ولادة الحكومة.