أكد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، خلال مشاركته في مؤتمر بروكسل لوزراء الخارجية العرب والاتحاد الاوروبي، أنّ أزمة النزوح السوري التي تواجهنا هي أكبر تحدي لنا سوياً وإن إعتقد البعض أنّ إبقاء النازحين في البلدان المجاورة لسوريا يبعدهم عنكم فهو مخطىء مجدداً.

ولفت الى انّ أقرب طريق لذهاب النازحين الى أوروبا هو ببقائهم في بلدان المتوسط الذي يربطنا بكم والسبيل الوحيد لعدم ذهابهم اليكم هو في عودتهم الى وطنهم، موضحاً أنّ أزمة سوريا أثبتت خطأ من راهن والأزمات التي خُلقت ولّدت الفوضى معها فكانت أن إستجلبت بعض عناصر التطرف والإرهاب من عندكم لعندنا ولكنها جلبت لكم موجات نزوح زادت التعصب عندكم وزرعت بذور الإرهاب وخلقت تغييرات سياسية وتفككات مجتمعية.

وأضاف باسيل: مليون ونصف نازح سوري أي 200/كلم2 أرهقوا لبنان مادياً بخسائر وصلت الى 40 بالمئة من ناتجه القومي وهم يهددون وجوده بتمزيق نسيجه الإجتماعي. نحن نحترم من قرّر إستقبالهم أو عدمه، ونحترم خصوصياتكم، ولكن نتوقع منكم أن تحترموا خصوصيتنا، لا أن تعيبوا علينا تصميمنا على إعادتهم الى وطنهم فيما أنتم مجتمعين لم تتحملوا نصف ما تحملناه نحن منفردين.

وتابع: ندعوكم الى البدء بتغيير وجهة إستعمال المساعدات التي تقدمونها للنازحين للبقاء في لبنان لإستعمالها لعودة كريمة وآمنة وممرحلة لمن يستطيع منهم، بإنتظار الحل السياسي الذي يفسح عودة الجميع. إنّ الوضع الأمني أصبح مستتباً في 80% من سوريا و90 بالمئة من النازحين راغبين بالعودة، والنظام في سوريا معطوفاً على المبادرة الروسية يتجاوب مع هذه العودة ولم يبق سوى قناعة المجتمع الدولي بأن العودة ممكنة اليوم.

وختم باسيل: حولوا أموال الإدماج الى أموال للعودة وفي هذا وفر كبير علينا جميعاً وتعالوا لا نفوت فرصة الحل المستدام لأزمة النزوح وإنقاذ مجتمعاتكم من خطر موجات جديدة في حال إهتز الإستقرار في بلدنا.