ماذا جرى في باريس بين الحريري وباسيل؟
 

لم يخف رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي استياءه من الرئيس سعد الحريري، وبدا واضحا موقف جنبلاط المتشدد الذي ظهر مباشرة بعد تشكيل الحكومة، حيث ذهب إلى انتقاد التسوية الحكومية فور الإعلان عنها وذهب إلى انتقاد أوسع لسياسة رئيس الحكومة سعد الحريري مروراً بملاحقة ضابط في قوى الأمن الداخلي محسوب عليه، وقال جنبلاط أمس السبت: “ينتقمون منا بإزاحة العقيد وائل ملاعب، لكن يعجزون أمام فوضى المطار والمصالح المتعددة”.

وكانت معلومات قد أشارت إلى أن مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أعطى الإذن بملاحقة عدد من الضباط المشتبه في تورطهم في ملفات فساد، من بينهم ملاعب، فيما نفت مصادر مطلعة على الملف لصحيفة “الشرق الأوسط” استهداف ملاعب، مؤكدة أن من تتم ملاحقتهم ينتمون إلى مختلف الطوائف.

وبعدما كان جنبلاط قد أعلن المواجهة بعد ساعات من تشكيل الحكومة، قائلاً: “الطوق السياسي سيزداد وسنواجه بكل هدوء”، وذهب وزير الصناعة، والقيادي في “الاشتراكي” وائل أبو فاعور إلى حد القول: “زرعوا الخناجر، الأقربون قبل الأبعدين في هذه الحكومة، وسنكسرها نصلاً تلو نصل لأن قدرنا الانتصار”، تشير مصادر مطلعة على موقفه، أن استياء رئيس “الاشتراكي” من سياسة الحريري تشمل مواضيع عدة، بدءاً من رفضه إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة بمبلغ 2700 مليار ليرة، قبل اتخاذ القرار في شأن إعلان الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء، مروراً بما يعتبرها تسوية حكومية حصلت في فرنسا، وأخيرا تعيين وزير كان قد فشل في الانتخابات النيابية في منطقة الشوف من حصة “التيار الوطني الحر”، وهو وزير المهجرين غسان عطا الله، ومنح وزارة الدولة لشؤون النازحين إلى صالح الغريب ممثل رئيس “الحزب الديمقراطي اللبناني” طلال أرسلان، لينقل بذلك هذا الملف إلى حلفاء النظام السوري بعدما كان من حصة “تيار المستقبل”.

وأضيف إلى هذا الاستياء يوم أمس السبت عامل إضافي، وظهر التوتر جلياً بين الحريري و”الاشتراكي” في جلسة مجلس الوزراء، وانعكس برودة بين وزراء الأخير ورئيس الحكومة، حيث تمثل العامل الجديد بتسمية الوزير صالح الغريب أيضاً، كدرزي ثانٍ إلى جانب وزير “الاشتراكي” أكرم شهيب، في لجنة صياغة البيان الوزاري بناء على طلب وزير الخارجية جبران باسيل، وهو ما يعتبر سابقة، يرفض جنبلاط تكريسها.