وماذا بقي من هذه الكائنات على أرض الوطن، فالكل ينازع، والكل على شفير الهاوية، أما الفقير فلقد جاءه الموت ولكن ليس على حين غفلة، بل كان مستيقظاً طوال الوقت.
تماماً كاليساريين، المشاكسين في هذا البلد الذين ما زالو متمسكين بقضية التحركات الأسبوعية، فبالنسبة لهم، الدعوات إلى الإعتصامات لن توقفها "طبخة الحكومة" الجديدة لأن المكونات ما زالت كما هي رغم غياب بعضاً من "البهارات" أو "الخضروات" التي لا تتأثر فيها "طبختنا" المنتظرة.
ففي تصريحٍ لإتحاد الشباب الديمقرايطي اليوم، يدعون فيها إلى مسيرة يوم السبت المقبل، وجاء فيها: "يدرك اللبنانيون أن هذه السلطة لن تقدم جديداً، فهي فاشلة وعاجزة عن احداث أي فرق"، "وبالتالي لا حل مع هذه السلطة إلا بإعادة توزيع الثروة، وتحميل الطبقات الغنية كلفة التصحيح الإقتصادي".
إقرأ أيضًا: صفعات دونالد ترامب... تُعَدْ وتُحْصى
وفي بيان صادر عن حركة كافح!: "النتائج من تشكيل الحكومة ستكون نفسها، فثروات البلد وسياساته متمركزة في قبضة منظومة مهيمنة تحكم من خلال التحريض السياسي والطائفي وتفرقة الناس وتقسيمهم".
وترى حركة كافح! : "أنّ هذه الحكومة، كغيرها من الحكومات لن تهتم بالمصالح الحقيقية لمعظم شرائح المجتمع، بل ستعمل لصالح المتنفذين والطبقة الحاكمة".
وأضاف البيان هذه الحركة الجديدة:" وإيماناً بأن الناس، جميع الناس سوف يدفعون ثمن السياسات الإقتصادية والإجتماعية السابقة التي قادات إلى تراكم الأزمات دون تحميلها إلى المسؤولين عنها وإلى القادرين على تحمّل هذه الأعباء".
إقرأ أيضًا: الإلتباسات بين UBER اللبنانية والضحية البريطانية
وبما أن الطاقم السياسي ما زال كما هو مع قليل التعديلات التي لا تضفي شيئاً على الواقع المرير (13 قدامى و17 جديداً)، فكلهم يتبعون للقوى السياسية نفسها التي أوصلت البلد لحالته اليوم، فنفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج.
وعلى إثر تفاقم الأزمات، تتشكل حركات جديدة لتنضم إلى قافلة المجموعات التي لم يبقى لها أملٌ بتحقيق مطالبها سوى بالتظاهرات ورفع الصوت.
على خلاف ما سبق، فالبعض يرى بأن يتروّى الشارع قليلاً إلى حين إعطاء الثقة لهذه الحكومة وتسلّم كلٍّ من الوزراء حقيبته والبدء في العمل، وبالتالي إعطاء فرصة للتغيرات الظاهرة والوجوه الجديدة قبل التظاهر ضدها.
إذًا، ما بين فقدان أمل الشعب بما تنتج الأحزاب من وزراء ونواب، وبين يأس المواطن من حزب الكنبة بما يمكن تحقيقه في الشارع، ينقسم من جديد الشارع ما بين مؤيدٍ ومتروّي.