يدخل لبنان مرحلة سياسية جديدة مع ولادة الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري بعد انتظار دام نحو تسعة أشهر.
في هذا السياق، اعتبر رئيس الجمهورية ميشال عون أن "تشكيل الحكومة الجديدة هو تجديد للثقة بالوطن بعد الاختلال الذي حصل نتيجة التأخير في تأليفها"، مشيرًا إلى أن هذا التأليف "أنعش الأسواق المالية ولا سيما أسواق سندات لبنان السيادية الدولارية ورفعها إلى أعلى مرتبة منذ شهر تموز 2018"، وأضاف "سنواصل العمل على إعادة الثقة بلبنان بكل ما تتطلبه هذه العملية من جدية، لأن ما مررنا به خلال أزمة التشكيل قد يكون أعطانا درسا مهما بعدم جواز العبث بقضايا من هذا النوع".
وبدوره، تناول عون الإنجازات التي تحققت حتى الآن، بدءًا بالاستقرار الأمني بعد محاربة الإرهابيين وطردهم من الأراضي اللبنانية، مرورًا بانخفاض عمليات السطو على المصارف وخطف المواطنين، وانعدام الانفجارات بعد تمكن الجيش والقوى الأمنية من تفكيك الخلايا الإرهابية النائمة، وصولًا إلى تلك التي تحققت في تلزيم عمليات استكشاف النفط وإعادة تنظيم المؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية بالإضافة إلى السلك الدبلوماسي، وصولًا إلى إنجاز قانون الانتخابات التي جرت الانتخابات الأخيرة بموجبه.
وقال: "ما سنعمل عليه بدءًا من اليوم سيكون استكمالًا لما تحقق على صعد إحياء الوضعين الإقتصادي والمالي، ومعالجة أزمة النزوح وتداعياتها، بالإضافة إلى مكافحة الفساد الذي يشكل مرض العصر"، لافتًا إلى أن "هذا الأمر بدأ بالفعل من خلال إحالة عدد من الحالات إلى القضاء، وسنبدأ به بالمؤسسات قبل الأشخاص"، مشددًا "على عزمه وسعيه الدائمين للمحافظة على الشباب اللبناني في أرضه".
من جهته، كتب رئيس الحكومة سعد الحريري على حسابه الشخصي "تويتر" قائلًا: "فخور بالمرأة اللبنانية، فخور بالوزيرات الأربع في الحكومة، فخور بأول وزيرة داخلية في العالم العربي، فخور بالمستقبل، فخور بلبنان".
وفي أول تعليق له على تشكيل الحكومة التي بدأت أولى جلساتها اليوم السبت، توجّه البطريرك الماروني بشارة الراعي، في بيان له "بالتهنئة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون وإلى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، بتأليف الحكومة الجديدة"، وأعرب "عن تمنياته بنجاح الحكومة الجديدة في أعمالها، فتتمكن من تعويض الخسائر التي مني بها لبنان طيلة الأشهر التسعة الماضية، ومن شدّ أواصر الوحدة والتعاون في داخلها من أجل إجراء الإصلاحات اللازمة والنهوض الإقتصادي والمالي".
في المقابل، قال نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني "إن الرابح الأكبر اليوم من تشكيل الحكومة هو لبنان، بغض النظر عن توزيع الحقائب والهدف أن تكون الحكومة فاعلة، وأن تعطي نفسًا للبنانيين وتعيد لهم الثقة"، واعتبر "أن هذه الحكومة يجب أن تكون حكومة الإصلاحات والنهوض بالبلد، على أمل أن تطبق الدروس التي تعلمناها من الحكومة السابقة".
من جهته، أكد وزير الصحة جميل جبق، في حديث إذاعي أنه "لا ينتمي إلى أي تنظيم سياسي"، لافتًا إلى أن "وزارة الصحة خدماتية بالدرجة الأولى تعمل من أجل صحة الشعب اللبناني"، وقال: "في المبدأ اختيار حزب الله وزيرًا غير حزبي هو لتجنب أي تداعيات أو مشاكل قد تنتج في حال وجود وزير حزبي على خلفية العقوبات الأميركية"، وأكد "أن لا صحة للمعلومات عن استيراد أدوية إيرانية وملتزمون بقانون وزارة الصحة لجهة استيراد الأدوية ولن نستنبط قوانين جديدة من أماكن مختلفة".