"ثلث باسيل يعطّل الحكومة"... عبارة تربعت على عرش مسامع اللبنانيين طوال فترة التشكيل، التي طوَت آخر صفحاتها في اليوم الـ53 بعد الـ200 من التكليف.
بالشكل لم يحصل صهر العهد القوي، على ثلثه المعطل، فـ9 حقائب فقط وضِعوا بجيب التيار الوطني الحر، 6 محسوبين على تكتل "لبنان القوي" و4 من حصة الرئيس، وكلّهم خالصين الولاء لرئيس التيار جبران باسيل المتربّص بحقيبته منذ العام 2014، باستثناء ممثل اللقاء التشاوري الوزير حسن مراد.
تقول أوساط عونية أن مراد كان خيار بعبدا لتمثيل النواب السنة المستقلين، وتمّت تسميته بدفعٍ من حزب الله ووزير الخارجية والمغتربين، على اعتبار أنه "الوزير القوي" الذي يليق بالعهد، كونه معروف بشراسته، ومواقفه السياسية الحادة، وهو نجل النائب عبد الرحيم مراد "صاحب الأرضية التمثيلية الواسعة في البقاع، والمنافس الجدّي على الساحة السنية بوجه تيار المستقبل".
نظرية تبني مراد من قبل بعبدا، على قاعدة "الوزير القوي" ستثمر في حكومة العهد الأولى "وفاءً" على حدّ تعبير الأوساط نفسها، فباسيل أذكى من أن يأتي بوزيرٍ يقف في طريق تحقيق أهدافه، بالحصول على الثلث المعطل، ما يعني أننا أمام 10 وزراء في رصيد "باسيل"، يُضاف إليهم بالتأكيد وزير الحزب الديمقراطي صالح الغريب، لتكتمل أحلام باسيل.
لكن ماذا لو خذل مراد باسيل؟
يتلقف المصدر العوني في حديثه لـ"السياسة" هذا السؤال ببرودة أعصاب ويرد قائلاً: "هناك وزير خفي معنا"، يرفض تسمية هذا الوزير، إلا أن أوساط مطلعة غمزت إلى احتمال كون الوزيرة فيوليت خير الله الصفدي، هي هذا الوزير الذي له أن يكون وفياً للتيار الوطني الحر، على اعتبار أن تسميتها كانت ثمرة اتفاق بين الحريري وباسيل، في إطار استعادة التيار الوزير المسيحي مقابل إعادة الوزير السني الى التشاوري، مع إبقائه ضمن تكتل لبنان القوي، علماً أن خيرالله هي زوجة الوزير السابق محمد الصفدي، المقرب من رئيس الجمهورية ميشال عون.
ولعلّ ما يقطع الشك باليقين، ويؤكد هذه النظرية ما قاله نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي أمس في حديثٍ تلفزيوني، بعد سؤاله عن الثلث المعطل، إذ قال "لدينا أكثر من 12 وزيراً في الحكومة".
إذا، حقّق باسيل حلمه، فماذا بعد الثلث المعطل، وهل سيضطر لاستخدامه، وبالتالي كشْف الغطاء عن الوزراء الاوفياء لطموحات باسيل، قريباً؟