أكد نائب الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "أميركا لا تحتمل إيران المستقلة، لا تحتمل إيران الشامخة، لا تحتمل إيران مع المستضعفين، فالمسألة ليست مسألة نووي ولا مخالفة قرارات دولية، المسألة هي مسألة مشروع إذا انتشر وأصبح قويًا كل شعوب المنطقة سيصبحون أحراراً لأنهم سيأخذون إيران نموذجًا ويحررون أرضهم ويستقلون ويمنعون الاستكبار أن يلعب أي دور سلبي في بلدانهم، وهذا ما لا يريده الاستكبار ولا أميركا".
وخلال لقاء سياسي في منطقة عين الدلبة، لفت إلى "أننا اليوم نحتفل بأربعين سنة على قيام الجمهورية الإسلامية في إيران، أربعين سنة من المعاناة وبقيت إيران واقفة، اليوم إيران هي درة العالم الثالث بإنجازاتها وتقدمها وبشعبها العظيم الذي يستحق الحياة بفخر وعزة وهذا شعب لا يمكن أن يُهزم".
وأوضح قاسم أن "كل الأزمات التي نعيشها اليوم هي بسبب أميركا، أزمتنا مع إسرائيل أن أميركا تريد لإسرائيل أن تبقى في المنطقة وأن تشرعن وجودها، فوجود إسرائيل في منطقتنا بدعم أميركا والدول الكبرى".
ورأى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعلم بأن "حزب الله" تجاوز كونه مقاومة في بقعة جغرافية محددة، قيمة "حزب الله" أنه تحول إلى نموذج للأحرار وللثوار والاستقلاليين وللذين يريدون كرامتهم على الأرض، وهم لا يريدون هذه الكرامة للناس، لذلك يحاربوننا ويواجهوننا"، مشيراً إلى أنه "على كل حال، "حزب الله" لن يخضع للضغوطات ولا للعقوبات، فهذه العقوبات لن تأثر على مواقف "حزب الله" إنما ستزيده قناعة وتصلباً، ونحن نعتبر هذه العقوبات جزءاً لا يتجزأ من التحدي والاختبار والامتحان، وسنواجه هذه العقوبات، لأن الدافع الموجود عندنا دافع عقائدي".
وشدد على "أننا لن نتخلى عن أرضنا ولن نقبل أن تبقى محتلة من قبل إسرائيل، ومن حقنا أن ندافع عن هذه الأرض مهما طال الزمن، ولن نقبل أن نكون أتباع لأميركا مهما كانت المغريات ومهما كانت الضغوطات، لأن من حقنا أن نعيش في بلدنا مستقلين".
ولفت قاسم إلى أن "الحكومة اللبنانية أنجزت، لكن علينا أن لا نرجع إلى الماضي ولنبدأ من الآن، نقول لهذه الحكومة: أنت الآن مسؤولة عن قضايا الناس، من الطبيعي أن تكون حكومة وحدة وطنية، ونحن دافعنا عن هذا الخيار، لأن تركيبة لبنان لا تتحمل إلاَّ حكومة وحدة وطنية، وعندما تكون هناك حكومة وحدة وطنية يعني هناك آراء متفاوتة ومتباينة تحتاج إلى جهد كبير من أجل إيجاد الألفة بينها، مع ذلك يجب أن تكون هناك بعض العناوين التي تعمل عليها الحكومة بكل جد ونشاط. العنوان الأول هو العنوان الاقتصادي"، موضحاً أن "العنوان الثاني هو العنوان الاجتماعي ومصالح الناس، والعنوان الثالث هو مكافحة الفساد من خلال بعض القوانين ومن خلال التلزيم بناءًا على المناقصات، والعنوان الرابع هو التوظيف وفق المباراة، وليس عشوائيًا وفق المحسوبيات، ليكن صاحب الكفاءة هو الذي ينجح في أي موقع من المواقع، والأمر الخامس أن تكون المشاريع مشاريع عادلة توزع على المناطق المختلفة لا تخصص منطقة دون أخرى وهذا ما يؤثر في عجلة الاقتصاد. بالتأكيد هذه الإدارة ليست سهلة، ولكننا سنعمل من أجل أن ننجح بقدر إمكاناتنا".