صادق البرلمان التونسي، الأربعاء، على انتخاب 3 أعضاء جدد بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات، بعد تعطّل عملية انتخابهم لأكثر من عام، بسبب غياب التوافق بين الكتل النيابية حول المرشحين، في خطوة تكشف حجم الإرباك الذي يحيط بالاستعداد لانتخابات مفصلية في تاريخ البلاد نهاية العام.
ولا يعني إنهاء الأزمة المتعلقة بتركيبة هيئة الانتخابات أن السنة الانتخابية ستكون في طريق معبّدة نحو النجاح، خاصة أن تونس تعيش على وقع أزمات مختلفة سياسية واجتماعية واقتصادية وسط مؤشرات على أن الإقبال على الانتخابات سيكون بنسب متواضعة بسبب فشل حكومات ما بعد الثورة في تحقيق نتائج ملموسة لفائدة التونسيين.
ومن المنتظر أن تقدم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات جدولا تفصيليا للمواعيد الانتخابية في الأسابيع المقبلة.
ويحدّد دستور 2014 موعد الانتخابات التشريعية بشهرين قبل انتهاء مهام مجلس النواب بما يوافق بداية أكتوبر إلى حدود ديسمبر القادم، والأمر نفسه بالنسبة إلى الانتخابات الرئاسية، وإن كان من المتوقع أن يتم الفصل بينهما.
وفيما يقول المتابعون للشأن التونسي إن جزءا كبيرا من الأزمة الحالية، خاصة في بعدها السياسي، إنما يدخل في سياق الحملات الانتخابية المبكرة، إلا أن أبرز الشخصيات لم تعلن بعد عن موقفها بالترشح من عدمه خاصة بالنسبة إلى الرئيس الحالي الباجي قائد السبسي (92 عاما).
وكان السبسي قال في حوار مطول أجراه مع صحيفة “العرب”، الثلاثاء، “لست من المؤيدين لفكرة رئيس مدى الحياة (…) ليس طموحي أن أبقى رئيسا مدى الحياة”. لكنه ترك الباب مفتوحا لترشح الضرورة، خاصة في ضوء تحالف رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد مع حركة النهضة الإسلامية التي قد تدعمه سرّا في الانتخابات المقبلة.
وأكد رئيس النهضة راشد الغنوشي أنه لا يرغب بالترشح، ولكن القرار يبقى بيد الحزب.
وهناك أسماء أخرى متداولة قد تترشح إلى الرئاسة مثل الرئيس السابق المنصف المرزوقي (2011-2012) أو زعيم اليسار التونسي حمّة الهمامي، بالإضافة إلى أسماء أخرى قد يكون من بينها وزير الخارجية الأسبق كمال مرجان.
يظل ملف المطالب الاجتماعية والوضع الاقتصادي المتأزم من أهم الملفات التي يطالب بها حوالي 12 مليون تونسي. وبالرغم من عودة النمو الاقتصادي تدريجيا، غير أن البطالة لا تزال تتفاقم ونسب التضخم تخنق القدرة الشرائية.
ونفذ الاتحاد العام التونسي للشغل (النقابة العمالية المركزية) إضرابا عاما غير مسبوق مطلع العام وأعلن عن آخر في شهر فبراير القادم.