"لما تقول أنا هيك بتدل إنك حرّ، إنك متمرد، إنت خارج عن المألوف، إنت شاذ عن القاعدة، لما تقول أنا هيك يعني إنت بتملك خاصيّة دسمّة ومحلك بـ أنا هيك"، بهذه الكلمات إفتتح الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان أولى حلقات برنامجه الإجتماعي "أنا هيك"، والتي عُرضت في 26 سبتمبر 2018 على شاشة بيته الأول "الجديد" وذلك بعد طول غياب عن الشاشة المحلية.
وبعد مرور خمسة أشهر على بثه ضمن حلقات أسبوعية ثابتة لم نرى من الحالات الإجتماعية التي تقوم عليها أسس البرنامج سوى الكمّ الهائل من الجنس، الإثارة، المساكنة، التعري، خلع الحجاب... وكأنه يندرج تحت مسمى الحالات الإجتماعية الشاذة، والأغرب من ذلك أنه يتم تصويرها كمثال يقتدى به خصوصًا للجيل الشباب.
وعلى الرغم من أن قناة "الجديد" لم تقدّم إلا كل ما هو مفيد ومحترم، يليق بمشاهديها على المستويات المحلية والعربية والإغترابية، كما حال برنامج "طوني خليفة" الذي حظي بالرايتينغ المطلوب، وحقّق نسبة مشاهدة مرتفعة من دون اللجوء إلى "الحالات الشاذة"، الا ان الصدمة كانت خلال مشاهدتي حلقات "أنا هيك" والتي تدور جميعها في فلك الجنس والتي تتعارض مع محيطنا الشرقي والمرفوض اجتماعيًا ودينيًا وأخلاقيًا.
إقرأ أيضًا: احذروا الإبتزاز الجنسي الإلكتروني في لبنان!
وفي هذا السياق، قدّم أمس المحامون محمد زياد جعفيل ولينا السحمراني وميشال فلاح ومحمد صفصوف وعمر شبارو، بأمر على عريضة أمام قاضية الأمور المستعجلة في بيروت، ماري كريستين عيد، ضد الإعلامي، نيشان ديرهاروتونيان، وفريق عمل برنامج "أنا هيك" وتلفزيون "الجديد" ممثلاً برئيس مجلس إدارتها ومديرها العام، وذلك لمنع بث حلقة البرنامج اليوم الأربعاء، ومنع الإعلانات الترويجية لها على القناة وفي مختلف الوسائل ذات الصلة، علماً بأن الحلقة، ووفق الإعلان الترويجي لها، تستعرض حالة "المثلية الجنسية عند النساء".
واعتبر المحامون في طلبهم أن البرنامج ككل، إنما يقدم الحالات الاجتماعية الشاذة بطريقة ترويجية ويصورها كمثال يقتدى خصوصا للجيل الناشئ، منتهكاً القوانين لا سيما قانون العقوبات، ضاربا بعرض الحائط كل المفاهيم والقيم الإجتماعية، التي تشكل شبكة أمان اجتماعية للوطن والمجتمع.
إقرأ أيضًا: في لبنان: ولادات سوريا تتفوق علينا
ومقابل ذلك، أصدرت قاضية الأمور المستعجلة في بيروت ماري ــ كريستين عيد قراراً بردّ الطلب الذي تقدّم به عدد من المحامين لوقف بثّ حلقة برنامج "أنا هيك" الذي يقدّمه الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان على قناة الجديد اليوم الأربعاء، وذلك لانتفاء الصفة.
بدوره، ونشر نيشان عبر خاصية "الستوري" عبر حسابه الخاص على "انستغرام" صورة القرار وعلّق عليها بالقول: "حلقة أنا هيك لم يُمنَع عرضها".
ويبقى السؤال هنا، هل مفهوم الحرية يتيح لشاشة تلفزيونية أو لمقدّم، أيا تكن هذه الشاشة وهذا المقدّم، عرض برنامج يتضمن مثل هذا الشذوذ المظهري؟ وأين يكمن دور الرقابة التي إطلّعت على مضمون حلقات البرنامج قبل عرضها؟!