حزب الله يسحب عددا كبيرا من مقاتليه في سوريا استعدادا للمواجهة في لبنان
 

سيناريوهات كثيرة باتت متداولة حول ضربة إسرائيلية سيتعرض لها لبنان، وتحذيرات ديبلوماسية على مستويات عالية أبلغت المسؤولين اللبنانيين بضرورة الحذر .
وعلى الصعيد العسكري والامني والسياسي  ربما أكثر من إشارة تبدأ  من الإنتخابات الاسرائيلية وتنتهي بالأزمة الايرانية المقفلة على اي حلول.

وفي المعلومات أن حزب الله قرر الانسحاب بوحداته  العسكرية من منطقة القلمون السورية لإعادة تجميع المقاتلين استعداد لمعركة وشيكة سيبدؤها الكيان الاسرائيلي ضد لبنان .
 بالإضافة إلى معطيات توفرت في كل من سوريا ولبنان وإيران عن تنفيذ إسرائيل تهديداتها بتوجيه ضربات عسكرية إلى الداخل اللبناني.
وهنا يجدر التوقف عند التحذيرات المتتالية للبنان الرسمي من مغبّة استمرار انزلاقه في تبنّي نهج حزب الله، وأبرزها تلك التي حملها ديفيد هيل أخيراً. 

ومنذ إثارة ملف الصواريخ الدقيقة في محيط مطار بيروت حتى بروز أزمة الأنفاق، تضطلع فرنسا بدور الوسيط لمنع إسرائيل من استغلال المناخ الدولي والإقليمي المؤاتي، وشنِّ حرب على لبنان لا يمكنه إطلاقاً أن يتحمَّل تبعاتها. والفرنسيون هم الأدرى بالواقع اللبناني الشديد الإحراج اقتصادياً وسياسياً وأمنياً.

لكن، الأدهى هو السيناريو الذي يتردَّد في بعض الأوساط المتابعة للشأن اللبناني، ومفاده أنّ الضربة الإسرائيلية قد تكون، في لحظة معينة، ضرورة لتحقيق غايات معينة. فلبنان وصل إلى مرحلة من التعثّر والتخبّط والجمود، على كل المستويات، وباتَ يصعب إخراجه منها وتحقيق التغيير المطلوب إلّا بعملية انهيار شامل يُعاد بَعدها بناء كل شيء من الصفر.

وفق هؤلاء، لم يَعُد لبنان قادراً على إدارة شؤونه بالنظام القائم حالياً. وحتى الاستحقاقات الدستورية كالانتخابات الرئاسية والنيابية وتأليف الحكومات لا تتم في مواعيدها، بل تتأخّر أشهراً أو سنوات. وأما الوضع الاقتصادي فهو متعثّر، والوضع المالي يتراجع، والوضع النقدي مدعوم اصطناعياً. والدولة سائبة بلا ضوابط قانونية، وتسيطر على قرارها فئات مسلّحة.
ولذلك، وفق السيناريو الذي يتم تداوله، سيكون مناسباً خلط الأوراق في لبنان وإعادة تركيز الدولة على أسس جديدة، وعقد مؤتمر وطني شامل يرسم هذه الأسس. وربما يكون صعباً إحداث هذا الخلط العنيف للأوراق من دون اهتزاز الوضع سياسياً واقتصادياً وأمنياً.
وهنا يخشى البعض أن يجري إسقاط لبنان إقتصادياً ومالياً ونقدياً وتعريضه لضغط سياسي وأمني كبير، بحيث يكون سيناريو «الانهيار المدروس» سبيلاً لفرض الحلول الفوقية على لبنان بما يتلاءم والحلول التي يجري تمريرها في الشرق الأوسط. 

وفي هذا السياق، يصبح منطقياً توقُّع قيام إسرائيل بتسديد ضرباتها للبنان في الوقت القاتل.

البعض يطرح أسئلة عن احتمال أن يتم الاتفاق على سيناريو الضربات الإسرائيلية بين قوى إقليمية ودولية عدّة، أي أن تأتي الضربات نتيجة التنسيق بين قوى مختلفة، وضمن أطُر معينة لا تقوم إسرائيل بتجاوزها، فتكون أداة التسخين الضرورية لإنضاج الطبخة وتظهير معطيات سياسية جديدة في لبنان.
وهذا السيناريو المُرعِب تخشاه القوى السياسية كافة، في لبنان، ولكنها لا تمتلك القدرة على منع حصوله، إذا توافقت القوى الخارجية عليه في لحظة معينة، لأنها أساساً لا تمتلك القبول أو الممانعة.