يلتقط اللبنانيون الليلة أنفاسهم بانتظار ولادة الحكومة الجديدة، بعد التّطمينات الحذرة من جانب الرئيس المُكلّف وأوساط التيار الوطني الحر، صاحبا التّوقيعين اللازمين لصدور مراسيم تأليف الحكومة، وهذا يدعو لبعض التفاؤل بانتهاء محنة التأليف التي جاوزت الثمانية أشهر، وهددت وما زالت، مستقبل البلاد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، بالإضافة إلى التهديدات بضياع فرصة الدعم المنتظر حسب مقرّرات مؤتمر "سيدر"، وترك البلد عُرضة للتّقلُّبات الإقليمية الحرجة والعدوان الإسرائيلي.
إقرأ أيضًا: إطلالة السيد نصرالله..تحذيرات ونصائح للإسرائيليين، ووعد بمكافحة الفساد
إلاّ أنّ ما تسرّب بعد هذا المخاض العسير، أنّ التّسوية المرتجاة استقرّت على توزير مُمثّل عن اللقاء التّشاوري السُّنّي بحذلقة لا مثيل لها ولا يُتقنها إلاّ اللبنانيون، وقوامها وجوب حضوره اجتماعات وزراء التّيار الوطني الحر، باعتباره من حُصّة رئيس الجمهورية للطائفة السُّنّية، فإذا ما تمّت عملية التأليف على هذا الأساس والتّوافق والحركات البهلوانية، تكون حكومة العهد الثانية قد بدأت بمزاحٍ سخيف، وتواضُعات مُهينة بحقّ اللبنانيين جميعاً، فقد كانت هذه "الفضيحة" مُتاحة منذ زمنٍ طويل، وإخراجٍ أكثر براعة وأقلّ إهانة للوزراء مجتمعين وفُرادى، وللنواب والرؤساء وسائر المسؤولين، ولكانت وفّرت على البلاد والعباد أزمات مالية ونقديّة وسياسية وجروحٍ اجتماعية ونفسيّة ووطنية.
عسى أن تتُمّ الولادة بيُسر، ولو على يد وزير "سُنّي" في خدمة حزب الله وبلباس ليموني.