يحق للفاسدين أن يناموا قريري العين على الأقل في ما يخص العدالة الأرضية، فمحاربو الفساد يمنحون طرف عينيهم بعيداً عن ممالكهم ويبحثون عن الفساد في غير مكامنه أو يستهدفون صغار الفاسدين.
لا تكاد تخلو جلسة أو مناسبة إجتماعية أو غيرها من الكلام عن الفساد ويشيرون إليه بالأصبع، فيما الصحافيون ومنهم على سبيل المثال لا الحصر غسان سعود المقرّب من التيار الوطني الحر وحامل لواء الدعاية والترويج لمكافحة الفساد فيشكر ويشيد بنفسه والعائلة ووزراء ونواب التيار معتبراً أننا في الذروة ويتحدث عن سقوط رؤوس كبيرة ليتبيّن أن أكبر رأس هو موظف يصح إعتباره كبش محرقة.
إقرأ أيضًا: التيار الوطني الحر ومكافحة الفساد
مصادر سياسية أكدت على ضرورة البدء جدياً بمكافحة الفساد وأثنت على الرغبة بذلك واعتبرت أن تضخيم الخبر والإنجاز هو أمر طبيعي ومتعارف عليه في العمل السياسي، إنما في إدعاء مكافحة الفساد فهذا يندرج في خانة إختلاق خبر غير موجود إلا في خيال الكاتب حتى الآن، فمكافحة تهريب المخدرات تختلف عن مكافحة الفساد واستثمار الأمر في هذا الخانة لا يؤشر سوى للإفلاس.
وأعطت تلك المصادر بعض الأمثلة التي يجب ملاحقتها للتأكيد على الجديّة في مكافحة الفساد، بعضها أصبح واقعاً ومنها ما ينتظر، كصفقة البواخر ومرسوم التجنيس والبطاقات البيومترية وشبكة الألياف الضوئية وغيرها العديد من الملفات المنجزة وغير المنجزة وحتى في مسألة العدادات التي تحتمل الأسئلة وتثير الشكوك حول الجدوى منها لو كانت هناك نيّة فعلية في تأمين الكهرباء، علماً أن النكث بالوعود هو الفساد الأسوأ.