أسبوعٌ حاسم يفترض أن يبدأ اليوم، بعد إعادة تزييت محرّكات التأليف الأسبوع الفائت، وإطلاق ورشةٍ جديدة من اللقاءات والاتصالات في ملف التشكيل الحكومي.
لم تمنع هذه الحركة، وجود مطالباتٍ علنية بسحب التكليف من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، عبر النائب "المشاكس" جميل السيّد.
ليست هي المرة الأولى التي يكشف بها اللواء عن النوايا المستترة لدى كثيرين بإقصاء الحريري عن التشكيل، وهي المطالبات التي تؤرّق بحسب مقربين من بيت الوسط ثبات الحريري، كونها صادرة عن نائب خاض المعركة الانتخابية تحت لواء حزب الله، الفريق الذي ورغم الضغوط الخارجية يعيش نشوة الانتصار الميدانية والبرلمانية.
لا يستبعد مرجع سياسي في 8 آذار إحراج الحريري لإخراجه، لا سيما وأن الحريري ما قبل نتائج الاستحقاق النيابي ليس كما بعده، فتدوير الأحجام الذي حصل في 6 أيار أسقط أساطير وأيقظ بعض الغارقين في نشوة السلطة من أحلامهم "فرئيس حكومة بـكتلة من 36 نائباً ليس كرئيس حكومة بـ20 نائباً، وزعيم بـ21 مقعداً سنياً، لا كزعيم بـ16 مقعداً سنيًا".
ويتابع المرجع "وإن كان الحريري أفضل الممكن، إلا أن قراءة الاستحقاقات الأخيرة، توحي بأن الرئاسة الثالثة التي كان يضعها رئيس التيار الأزرق في جيبه قد تتمرّد عليه هي الأخرى، على غرار ما فعل أهالي بيروت".
ويؤكد لـ"السياسة" أن إعادة هذه السلطة لجيبه قد تملي عليه شروطاً، تفرضها الظروف السياسية في المنطقة، والظروف الانتخابية في لبنان "كأن يعود رئيساً مكبلاً بضرورة الارتماء في الحضن السوري".
إلى ذلك، تُطرح في الأفق الحكومي تساؤلاتٌ حول موقف اللاعب الأقوى، وإن كان ببطاقاتٍ حمر متراكمة، على الساحة اللبنانية والإقليمية، كون المطالبين برحيل الحريري يلعبون السياسة بقميصه الأصفر.
وفي هذا الإطار يؤكد مصدر في حزب الله أن الأخير مستمرّ بموقفه تجاه تأييد تكليف الحريري، وملتزم بما صدر عن المعاون السياسي للأمين العام حسين خليل في هذا السياق. على اعتبار أن "الحريري وبظل الوضع الراهن هو أفضل الخيارات المتاحة، وحزب الله ليس بوارد خلق مشكلة جديدة على خلفية سحب التكليف".
ويبرّر المصدر تمسّك حزب الله بالحريري بما أسماه النوايا الأميركية بعدم تشكيل حكومة جديدة يُترجم فيها حزب الله انتصاراته النيابية والميدانية، وبالتالي الدفع باتجاه تفعيل حكومة تصريف الأعمال لما فيها من توازن مُستمَد من مجلس النواب الماضي.
وبالتالي لن يطرح حزب الله إعادة تكليف الرئيس الحريري على الطاولة لأنه سينتج عن ذلك أزمة، لها أن تؤدي الغرض الأميركي بإعادة تفعيل حكومة تصريف الأعمال وتطيير الحكومة الجديدة "فحزب الله ليس بوارد تقديم خدمات مجانية لأميركا".
وعن مواقف النائب جميل السيد تحديداً، يوضّح المصدر نفسه في حديثه لموقع "السياسة" أن تصاريح اللواء لا تعبّر مباشرةً عن مواقف حزب الله، بل تعبّر عن توجّه لدى جزء من 8 آذار، نحو إعادة طرح مصير تكليف الحريري داخل مجلس النواب "وهو الجزء الأكثر تطرفاً في 8 آذار".
ويلفت المصدر إلى أن لا مواقف رسمية تجاه هذا الأمر من حزب الله لاعتبار أن هذا النوع من المطالبات يمكن أن يشكّل عامل ضغط على الرئيس المكلف لتسريع التشكيل الذي لا يحدّد الدستور سقفاً زمنياً له.
كاشفاً أنه من بعد طرح اللواء السيد وصلت لحزب الله إشارات تستنبط موقفه من تصريحات جميل السيد، وأرسل الحزب بدوره إشارات توحي بأنه "ملتزم بما يلتزم به رئيس مجلس النواب نبيه بري، وملتزم بالتفاهم الذي أفضى إلى تسمية الحريري... لكن ليس إلى ما لا نهاية".