تواصلت ردود الفعل على كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال المقابلة التي أجراها مع قناة "الميادين" ضمن برنامج "حوار العام" أول من أمس السبت والذي تطرق خلاله إلى موضوع الأنفاق والتهديدات الإسرائيلية والوضع السوري والعراقي واليمني وموضوع تشكيل الحكومة والعلاقة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل وتيار المستقبل.
في هذا السياق، اعتبرت مصادر سياسية نقلًا عن صحيفة "العرب اللندنية" أن "المقابلة استهدفت الاحتماء بالجيش اللبناني في ما يخصّ الجنوب حيث تبني إسرائيل جدارًا فاصلًا مع لبنان، وأشارت في هذا المجال إلى أن "الهدف منها كان توجيه رسالة إلى أهل الجنوب اللبناني فحواها أن حزب الله لا يريد حربًا مع إسرائيل، كما لا يريد التصدي للجدار الذي تبنيه تل أبيب في تلك المنطقة".
مقابل ذلك، ذكرت المصادر أن "الأمين العام لحزب الله أراد القول لشيعة جنوب لبنان إن همّه الأول هو التركيز على الوضع الداخلي اللبناني حيث بات حزبه يمتلك أوراق اللعبة السياسية كلّها تقريبًا"، ولاحظت أن "حزب الله أراد في الوقت ذاته الظهور بمظهر من يلعب دور الطرف المعتدل في لبنان وذلك من أجل التغطية على دوره في منع تشكيل حكومة لبنانية برئاسة سعد الحريري".
وقالت "اللندنية" نقلًا عن هذه المصادر إن "العبارة الأهم في المقابلة لم تكن التحذير الموجه إلى إسرائيل من شنّ حرب على لبنان بمقدار ما أنّها كانت التأكيد على أن حزب الله يقف خلف الجيش والدولة اللبنانية في كل ما له علاقة بالجدار الذي تبنيه إسرائيل على طول خط اتفاق الهدنة مع لبنان والذي يسمّى الخط الأزرق"، ورأت أن "نصرالله صعّد كلاميًا في حين أراد طمأنة إسرائيل بأن لا نيات عدوانية لحزب الله تجاهها"، واعتبرت أن "نصرالله أراد إعطاء انطباع بأنّ الإنسحاب العسكري الأميركي من سوريا سيخلق وضعًا جديدًا في المنطقة ويشرع الأبواب أمام حرب شاملة."، وأوضحت أن "مثل هذا التطور حمل نصرالله على التحذير من امتلاك حزب الله صواريخ دقيقة يمكن أن تطلق في اتجاه تل أبيب".
من جهة أخرى، عبرت مصادر سياسية عن "استغرابها من الطريقة التي تحدّث فيها نصرالله عن اكتشاف إسرائيل لأنفاق تربط بين الأراضي اللبنانية ومدينة الجليل"، وقالت إن "تصوير تأخّر إسرائيل في اكتشاف الأنفاق بأنه انتصار لحزب الله يعكس حرجًا شديدًا داخل الحزب الذي كان يعتقد أن هذه الأنفاق ستسمح لعناصره بالتسلل إلى المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الخط الأزرق واحتجاز رهائن فيها".
والجدير ذكره هنا، أن "هذه هي المرة الأولى التي يتحدث فيها نصرالله عن اكتشاف الأنفاق على الحدود، وكانت إسرائيل قد كشفت الستار الشهر الماضي عما أسمته أنفاقا هجومية قالت إن حزب الله حفرها، وشكا لبنان من تشييد إسرائيل جدارًا بمناطق متنازع عليها على الحدود مما أدى إلى تفاقم التوتر".