رافق خروج أصحاب "الأوشحة الحمراء"، الأحد، إلى شوارع فرنسا، للتعبير عن رفضهم أعمال العنف التي تخللتها بعض تظاهرات "السترات الصفراء"، مجموعة من الأسئلة والتكهنات بشأن الجهة التي تقف خلف هذه الحركة الجديدة.
وبعد أكثر من 11 أسبوعا على تظاهر أصحاب "السترات الصفراء" في باريس وعدد من المدن الفرنسية الأخرى للاحتجاج على سياسات حكومة إيمانيول ماكرون الاقتصادية، خرجت، يوم أمس، إلى العلن حركة "الأوشحة الحمراء"، التي تؤكد أنها تدافع عن الديمقراطية والمؤسسات، وترفض "أعمال العنف".
وقال موقع "لو فيغارو" الفرنسي إن أكثر من 10 آلاف متظاهر، وضعوا أوشحة حمراء على أعناقهم، وخرجوا الأحد إلى شوارع العاصمة، في إطار "مسيرة جمهورية دفاعا عن الحريات"، من أجل إسماع صوت "الأغلبية الصامتة" والدفاع عن "الديموقراطية والمؤسسات".
لكن هذه التظاهرة، التي وصفها البعض بـ"المتأخرة"، طرحت علامات استفهام حول الهدف "الحقيقي" منها، ومن يقف خلفها.
وذكر فيليب لوست، المتحدث باسم "الأوشحة الحمراء"، في تصريح لموقع "فرانس تيفي إنفو"، أن الهدف من الحركة "أن نقول للعالم أننا نستطيع التظاهر والتعبير عن رأينا من دون عنف".
وبعد سؤاله عما إذا كانت الحركة الجديدة تدعم الرئيس إيمانويل ماكرون، قال لوست "الهدف من حركتنا هو إسماع صوت المواطن الصامت.. لا نهدف إلى تقديم الدعم لأي قائد حزب كيفما كان".
وكشفت معطيات حصل عليها موقع "ليكسبريس" الفرنسي عكس هذا التصريح، حيث وجدت أن أبرز قيادات "الأوشحة الحمراء" مقربة من الحكومة الفرنسية، وبالتالي فإن ظهورها في هذا التوقيت بمثابة ورقة جديدة داعمة للحكومة، التي فشلت في تهدئة الأوضاع.
وذكر "ليسكبريس" أن خلف الحركة يقف المهندس لوران سوليي، المقرب من حزب "الجمهورية إلى الأمام"، الذي أسسه ماكرون، مضيفا أن سوليي "كان أول شخص يدعو إلى تنظيم مظاهرة للرد على السترات الصفراء، حيث أنشأ صفحة على "فيسبوك" مباشرة بعد خطاب ماكرون، يوم 10 ديسمبر، الأول من نوعه منذ بداية الأزمة".
وقال سوليي، في تصريح سابق، إنه صوت لماكرون في انتخابات 2017، مشيرا إلى أنه لم يخف أبدا دعمه للرئيس.
وانضمت للأوشحة الحمراء، حركة "السترات الزرقاء"، التي تضم عناصر الشرطة الفرنسية.
وأوضح "ليكسبريس" أن السترات الزرقاء "يفترض أنها تدعم أفكار الأغلبية الحكومية، مشيرا إلى أن أعضاءها عبروا في وقت سابق عن رفضهم رؤية بلادهم تغرق في الأزمة والتظاهرات.
وتابع أن الحركة أطلقت، أواخر نوفمبر، من طرف لوران سيجنيس، عضو في "الجمهورية إلى الأمام".
وتوصلت خلاصة المصدر إلى أن "السترات الصفراء" و"الأوشحة الحمراء" تعبر عن الانقسام الحاصل في المجتمع الفرنسي، بين مؤيد ومعارض للرئيس ماكرون وحكومته.