بالرغم مما تشهده الساحة اللبنانية من تسارع في الاحداث الكبرى وصفت كتحولات تاريخية يتحدد السير باحدها معالم المرحلة المقبلة وكان من ابرز تجلياتها استقالة حكومة ميقاتي التي طالما اعتبرت انها حكومة " حزب الله " وما رافق هذا الحدث من تحليل ودراسات تتحدث عن بدايات ضمور الوصاية الايرانية التي تُعتبر الوريث الشرعي لمرحلة الوصاية السورية والتي انتهت هي الاخرى بفضل تعاظم الاحداث الجارية هناك ويُحكى في هذا المجال عن حلول شيء من وصاية سعودية مكانهما , وهذا كله انما يحدث في ظل اجواء متوترة بين ايران من جهة والسعودية وامتداداتها العربية والغربية من جهة اخرى لا بد ستنعكس على الساحة اللبنانية في القادم من الايام ومع مزيد من انغماس حزب الله بالقتال المباشر الى جانب نظام الاسد , فلم تعد مشاركة الحزب تختصر على الدفاع عن لبنانيين في منطقة القصير الحدودية للتعداها الى مناطق اخرى وتحت عناوين مختلفة , ليبرز ان الغائب الاكبر عن المشهد السياسي هو امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الذي كان عودنا على اطلالات متتالية عند حصول امور اصغر من هذه بدرجات مما افسح بالمجال امام الكثير من التحاليل والتأويلات ليس اقلها ان الحزب وان شارك بتسمية الرئيس المكلف الذي لم يكن ليحتاج الى اصواته او اصوات حلفائه اصلا مما يوحي ان تسميته كانت على قاعدة " سمّوه ليفشلوه " والا لكانت التسمية صدرت كما هو معهود عن الامين العام شخصيا لما تحمل حينئذ من " بركة ودعم حقيقي " , والتأويل الثاني مرتبط بشكل مباشر بتدفق اعداد " شهداء" للحزب قادمين من سوريا وما ينقل عن اوساط حزبية مطلعة تتحدث عن اعتراض نصرالله وعدم موافقته على تزايد حجم هذا التورط المطلوب بقرار ايراني بما يسبب له من احراج كبير على الساحة اللبنانية اولا وعند جمهوره بشكل عام واهالي الشهداء بشكل خاص وهو الذي طالما اكد لهم ان النظام ليس بحاجة الى مقاتلين من الخارج فضلا عن اعلانه مرارا ان اي مشاركة للحزب لن تغير بالمعادلة الفعلية مما يعني ان الدماء التي تسقط هناك من شباب لبنانيين في مقتبل العمر هي بمثابة عبء لا يمكن تحمله مع عجز الوقوف في وجه اصحاب القرار الحقيقين مما يمكن عندها ان يفسر لنصرالله ..... سر الاختفاء .