بدعوة من المركز العربي للحوار وموقع لبنان الجديد نقل مارك ضو بضاعة المعارضة بماركتها المدنية لا باعتبارها سلعة في سوق سياسي بقدر ما هي منتوج مدني تمكّن بسرعة هائلة من زعزعة أسعار السلطة التي تعمد بقوّة لاسقاط أي جهد لبناني يخدش من دورها التسلطي ويضع اصبعه على أيّ جرح نازف بفعل أظافر قاتلة لتخمة متوحشة غير قادرة على شّل إرادة القتل في داخلها كونها اعتادت العيش على دماء اللبنانيين.
مارك ضو ليس مجرّد ناشط ميداني أو اجتماعي أو منافس سياسي ببطاقة اجتماعية ولا زبون تجربة أحب أن يستقرأها ليشهد حظه في دولاب النيابة بتقديري ثمّة ما يدفع مارك وغيره الى المباشرة في الاعتراض هو وصول السطة الى حائط مسدود وعدم امكانية الابقاء على نظام المحاصصة ولا على النظام الطائفي الذي يلبي غريزة المحاصصة بشراهة.
إقرأ أيضًا: العرب تخلوا حتى عن مرقد العنزة
هذا الدفع في كيسه السياسي ليس فارغاً فهو حصد نتائج جيدة بحسب قراءته لنتائج الانتخابات البلدية وضمور أسماء السلطة ومن ثمّ تدني مستوى التعاطي مع الانتخابات النيابية وتعدد اللوائح في الأمكنة المقفلة في حين أن ذلك كان عملاً من صنع الوهم أو الحُرُم وبالتالي من حركة النفايات الأولى وسط بيروت الى التجمعات الأقل شأناً أو ولادة دور لشارع مفقود كلها عناوين أرتنا بأمّ العين أن منطق الشارع فرض على السلطة التعاطي معه بمسؤولية وجدية وما القوانيين التي أقرّت تحت تأثير الحراك المدني الاّ صورة مشرقة عن نتائج الجهد الميداني.
يؤمن ضو بأن عتمة السلطة تتيح يوماً بعد يوم رؤية أفضل للناس الذين بدأووا الذهاب بعيداً عن خياراتهم السابقة بحيث لم تعد تدغدغ مشاعرهم هيصات الطوائف لأن المشكلة الاقتصادية تأكل من اللبنانيين لا تأكل من أكتاف غيرهم وقد عرضت كاميرات بيروت والمناطق كيف أن الناس أدانوا من صوتوا لهم و اعتراضوا على زعماء كانوا على استعداد أن يموتوا دفاعاً عنهم.
إقرأ أيضًا: حكومة شحادة من مال الله يا عالم
للوهلة الأولى تظن انك أمام خبير فعلي في قراءة المستقبل دون أن يمرّ بك بمحطات تضاعف من خطوات الطريق ربما منطقه في الاقتصاد ركيزة عمله اليومي في حشد الجماهير في الشارع السلمي أي أن هناك آلة ودون عمال فلم يعد باستطاعة العامل أن يشلّ إرادة الآلة لذا لم تعد الشيوعية في المعامل باتت خارج زمن الماكنات وباتت الطابقة المالكة هي طبقة عمال المصانع لهذا فليس غريباً أن يكون مارك ضو أكثر شيوعية من حنا غريب أو من آخر بقايا رجالات الحزب الطبقي.
في لبنان تغدو الايديولوجيات مجرد زينة أو علامة ناتئة للتعريب والتعريف رغم ضيق أفق الفوارق بين المتأدلجين وهذا ما يجعل حزب الكتائب حزباً كادحاً كلما عاد سامي ونديم الى زواريب الأشرفية وهذا ما يجعل الشيوعيين متدينيين كلما حجّوا الى الضاحية عند الأضاحي أو اثناء رؤية الهلال ليطمئنوا على صحة صومهم السياسي.