" في طرابلس.. قاصرتان تدّعيان على والدهما بالإغتصاب والأخير يعترف"، إنتشر صباحًا هذا الخبار كالنار في الهشيم مصطحبًا معه علامات التعجّب حيثُ أسقط معه القناع عن واحدة من أبشع حالات الإغتصاب.
وفي التفاصيل، إدّعت لدى مفرزة طرابلس القضائيّة، الشقيقتان ف. ع. (مواليد عام 1999، لبنانيّة) و آ. ع. (مواليد عام 2001، لبنانيّة) ضدّ والدهما ع. ع. بجرم إغتصاب وفضّ بكارة، وذلك منذ كان عمريهما 14 عامًا. كما صرّحتا بأنّه من المحتمل أن تكون شقيقتيهما القاصرتين قد تعرّضتا أيضًا للإعتداء الجنسيّ من قبل المدّعى عليه، وخلال الإفادة إعترفت الوالدة بأنّها على علم بما يقترفه الأب بحقّ بناته، ولكنّها عاجزة عن فعل أيّ شيء.
وتحدّثت معلومات صحفيّة عن الأبّ الذي يُدعى عوض، حيثُ كان يعمل سابقًا سائق سيّارة أجرة، ترك العمل قبل سنوات وبات مدمنًا على المخدّرات وعلى شرب الكحول. وبدأ الأب إرتكاب جريمته من خلال فض بكارتي إبنتيه منذ أن كانتا في الرابعة عشر من العمر، وإعترف أمام المحقيقين بأنّه تابع الإعتداء عليهما جنسيًّا في منزله. كما إعترف بالتحرّش بإبنتيه القاصرتين، مواليد عام 2006 و2004 .
إقرأ أيضًا:" طموح العرب وأحلام المُرشد.."
ظاهرة إغتصاب الآباء لأبنائهم آفّة قلّما يتمّ الحديث عنها، إلّا أنّه لا يُمكن إخفائها، فبيننا العديد من الآباء الذين يطمعون في أجساد أبنائهم ويجعلوهم وسيلة لتحقيق رغباتهم وشهواتهم المريضة.
تتنوّع أسباب طمع الآباء في أجساد أبنائهم، عندما أن يكون الأب يُعاني من إضطرابات نفسيّة غير ظاهريّة، أوّ يكون تحت تأثير الكحول، المخدّرات.. أوّ في ظلّ غياب الأمّ.
من المُمكن أيضًا، أنّ يُعاني الأب من كبتٍ جنسيٍّ أوّ من عدم القدرة الجنسيّة، وهي مشكلاتٍ تدخلُ في فلك الإضطرابات الجنسيّة، أوّ أن يتميّز بإضطراب في الشخصيّة، أوّ لم يُعاشر خلال الطفولة وهُنا تكون المعاشرة بمفهوم التربية، أيّ لم يُعاشر أبناءه وليس له معرفة بجسد الطفل.
وعندما يمتلكُ الأب إضطرابات نرجسيّة ويكون عنيفًا وعدوانيًّا ومتسلطًا، ويتميّز بدرجة من الخطورة الإنفعاليّة، وكذلك بدرجة من الإضطرابات على مستوى العطف والحنان، بالتالي لا يُشكّل إبنه أوّ إبنته جزءًا من منظومته النفسيّة.
من جهةٍ أخرى، البيئة المنزليّة تلعبُ دورًا مهمًّا في تعزيز التحرّش لاسيّما خلال غياب أيّ خصوصيّة لأفراد العائلة أيّ عندما تغيب عند بعض العائلات أيّ خصوصيّة للفتاة أوّ للفتى في المنزل، يخسر كلّ منهما إستقلاليّته في النوم أوّالإستحمام. مع غياب دور الأهل التثقيفي في إيضاح دور المرأة والرجل وأدوار كلّ أفراد العائلة ليتقيّد إبنهم أوّ إبنتهم بها.
رغم إنفتاح لبنان ووجود مساحة في التعبير عن الذات، ليس سهلًا الحديث عن التحرّش يبقى الحديث علنًا عن التحرّش أمرًا نادرًا، فهو بحاجة إلى جرأة.. أوّ بالأحرى إلى التصالح مع الذات ومع ما مرّ به الضحيّة كيف إذا كان المُعتدي الأب أو رأس العائلة.
ومن الضروري مُحاربة هذه الظاهرة بصفة عامّة خصوصًا، لذا لا بدّ من العمل على التوعية والتحسيس بخطورة الإعتداءات الجنسيّة على الأطفال.
وفي هذا السياق، أصدرت المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخلي بيانًا حثّت فيه المواطنين ولاسيّما النساء رفض القمع والسكوت لدى تعرّضهن لأيّ إعتداء وتقديم شكوى، ممّا يُساهم في إنقاذ العديد من الضحايا، ولأنّ من شأن عدم الإبلاغ أن يجعل المعتدي يتمادى في جرائمه ويُكرّرها على آخرين.